دعا سياسيون ومناضلون فرنسيون في مجال حقوق الإنسان ينتمون إلى جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية، أمس، سلطات بلادهم إلى الاعتراف بحق الشعب الصحراوي "الثابت" في تقرير مصيره. وكتبوا في رسالة بعنوان "صحراء انفو" "لقد حان الأوان لدبلوماسيتنا ولمنتخبينا أن يقدروا حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير وعزيمة هذا الشعب، الذي ومنذ 37 سنة لم يتغير ولم يستسلم". وجاء في الرسالة أن "جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية تنتظر أن تقوم فرنسا أخيرا بدورها الكامل"، مذكرة بتصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في ندوة السفراء بخصوص واجب فرنسا في أن تدعم بكل شفافية احترام حقوق الإنسان. وبينما عبروا عن ارتياحهم للزيارة التي يقوم بها وفد مؤسسة "روبرت كينيدي" الحقوقية الأمريكية للصحراء الغربية أكدوا أن هذه الزيارة تعكس "التزامات المجتمع المدني الأمريكي والمسؤولين الجمعويين المقربين من الإدارة الديمقراطية"، وأضافت الرسالة أنها "مهمة مدنية ستحرج إلى أعلى درجة السلطات المغربية التي لم تتمكن هذه المرة من منع الاتصالات وحرية تعبير الصحراويين". ومن المقرر أن تصدر المؤسسة الحقوقية تقريرا عن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، خاصة المدن المحتلة، حيث التقى وفد المؤسسة بحقوقيين ونشطاء صحراويين واستمعوا إلى شهادات الصحراويين ممن تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان على يد قوات الاحتلال المغربي. وهو ما جعل الجمعية تشير إلى أن "مؤسسات حقوق الإنسان كلجنة الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب ومجلس حقوق الإنسان وحتى الكونغرس الأمريكي لم تعد تلتزم بضبط النفس من باب اللياقة، حيث أصبحت تلفت بانتظام انتباه المغرب حول طريقة تصرف السلطات الأمنية والقضائية في الصحراء الغربية". وشرع وفد مؤسسة "روبرت كينيدي" لحقوق الإنسان، أمس، في زيارة استطلاعية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين تهدف إلى تقييم وضعية حقوق الإنسان ودور بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية من أجل تنظيم استفتاء "المينورسو" في المنطقة. وقد استهل الوفد المتكون من ثماني شخصيات ممثلين عن المركز وكذا أربع جمعيات حقوقية عالمية أخرى زيارته بالوقوف على سير العمل على مستوى مقر اللجنة الوطنية للاستفتاء بمخيم الشهيد الحافظ، حيث اطلع على هذا المرفق الذي يضم قسم الإحصاء وقسم إعداد بطاقات التعريف الوطنية ومخبرا رقميا لاستخراج هذه الوثيقة. والتقى الوفد بمخيم السمارة للاجئين الصحراويين بعدد من العائلات الصحراوية وأجرى لقاءات على انفراد مع مواطنين صحراويين حول الوضعية المعيشية وظروف إقامتهم داخل المخيمات قبل أن يعقد لقاء خاصا مع ممثلين عن عائلات ضحايا القصف والألغام والمفقودين والمختطفين وكذا ضحايا الأضرار الجسمية والمعنوية وضحايا التهجير القسري والانتهاكات التي مارستها ضدهم قوات الاحتلال المغربي. ويتضمن برنامج زيارة بعثة مركز كينيدي لحقوق الإنسان عقد لقاء خاص مع النساء الصحراويات وذلك بمقر الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، حيث استعرضت الأمينة العامة للاتحاد فاطمة المهدي تقريرا مختصرا حول وضعية المرأة بمخيمات اللاجئين والمكتسبات المحققة داخل المجتمع الصحراوي، كما تحدثت عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الصحراوية بهذه المناطق المحتلة مند 37 سنة. ودعت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية بعثة "روبرت كينيدي" من أجل مساعدة الشعب الصحراوي على جلب منظمات وجمعيات حقوقية أخرى مدافعة عن حقوق الإنسان قصد ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ونيل استقلاله. وعبرت -من جهتها- كيري كينيدي رئيسة مركز "روبرت كينيدي" عن سعادتها بوجود البعثة بمخيمات اللاجئين الصحراويين والتي اعتبرتها فرصة للاستماع لرأي مختلف مكونات المجتمع المدني الصحراوي حول الوضعية التي يعيشونها بعيدا عن وطنهم المحتل. وأكدت كيري كينيدي أن تقرير البعثة سيشمل كل ما عاينته بخصوص وضعية اللاجئين الصحراويين والانتهاكات التي يتعرض لها بالمناطق المحتلة. وينتظر أن يتواصل برنامج هذه الزيارة بعقد لقاءات مع المنظمات غير الحكومية وبعثة المينورسو لغوث اللاجئين الصحراويين وبعض الجمعيات والمنظمات الحقوقية الصحراوية قبل أن يجتمع أعضاء الوفد بالرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في ختام هذه الزيارة نهاية الشهر الجاري.