خصصت مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي غلافا ماليا لا يقل عن 100 مليار سنتيم لفائدة مختلف الهياكل الجامعية المتواجدة بولاية وهران من أجل إعادة تأهيلها ومن ثم ترميمها بما يتماشى والمعايير العالمية. وقد جاء هذا القرار بعد التقرير الأسود الذي رفعه السيد والي ولاية وهران إلى مصالح الوزارة الوصية بعد المعاينات المتكررة للمصالح الولائية حول الوضعية التي توجد عليها مختلف الاقامات الجامعية بولاية وهران التي يعود تاريخ انجاز الكثير منها إلى أزيد من ثلاثة وأربعة عقود، وهو ما يعني أن إعاده تأهيلها وترميمها أصبح أكثر من ضروري، ولعل أولى القرارات التي تم اتخاذها على مستوى ولاية وهران هو غلق الإقامة الجامعية "ايطو" التي تتسع لألفي طالب وتحويل القاطنين بها إلى إقامات جامعية أخرى وذلك بالنظر إلى أن ظروف الإيواء بهذه الإقامة الجامعية التي لم تعد مواتية لاستقبال الطلبة الذين سبق لهم وان طالبوا بضرورة إعادة تأهيلها وتهيئتها. ومن هذا المنطلق وبعد معاينة العديد من المسيرين على مستوى الديوان الوطني للخدمات الجامعية تقرر الشروع في إعادة تهيئة هذه الإقامة الجامعية مع ضرورة الإسراع في تأهيلها لتصبح جاهزة خلال الدخول الجامعي لسنة 2014/2013. ويذكر أن قرار غلق هذه الإقامة الجامعية جاء بعد التقرير الأسود الذي وجهته اللجنة المختصة التي نصبها والي الولاية من أجل إجراء دراسات ميدانية بخصوص الوضعيات التي آلت إليها مختلف الاقامات الجامعية بولاية وهران والمقدرة ب12 إقامة جامعية غالبيتها تم إنجازها قبل 30 سنة ما عدا إقامتين جامعيتين لم يمر على انجازهما سوى أربعة أعوام سبق لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وأن وضع حجر أساسهما ثم تدشينهما بعد عامين من الانجاز. ويذكر بالمناسبة انه تم تشكيل لجنة ولائية مختصة لدراسة وضعيات الاقامات الجامعية بولاية وهران تضم ممثلين عن مديرية السكن والتجهيزات العمومية ومديرية التعمير ومديريات المراقبة التقنية للبناء وممثلين عن الأسلاك الأمنية والحماية المدنية التي انتهت بالإجماع إلى اتخاذ جملة من القرارات منها الغلق الكلي للإقامة الجامعية "ايطو" وتحويل الطلبة المقيمين بها إلى أحياء أخرى كما تم اتخاذ قرارات أخرى تقضي بغلق نوادي بعض الاقامات الجامعية وقاعات الرياضة بها وغيرها من المرافق الاجتماعية والعلمية والرياضية والقيام بترميمها وإعادة تهيئتها بما يلائم ظروف العيش اللائق داخل الحرم الجامعي. للعلم، فإن هذه اللجنة المختصة قامت بمعاينة ميدانية وزيارات عملية إلى كافة الاقامات الجامعية بما فيها تلك التي تم إنجازها حديثا، حيث تم إعطاء الأهمية القصوى والأولوية الكبرى للهياكل البيداغوجية والأخرى ذات الطابع الاجتماعي مثل الغرف التي تأوي الطلبة وما إلى ذلك والتي تم التأكيد بشأنها على أنها تعرف وضعية متدهورة جدا. يذكر أن هذه الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى الديوان الوطني للخدمات الجامعية بولاية وهران سببها الكارثة المأساوية التي عرفتها واحدة من الاقامات الجامعية بولاية تلمسان العام الماضي والتي خلفت عدة قتلى في أوساط الطلبة الجامعيين.