أثق في اللاعبين وفي إمكانية نيل المنتخب الوطني اللّقب القاري يرى مراد سنون، المدرب الجديد للمنتخب الوطني للكرة الطائرة (رجال)، أن توليه لمهمة تدريب السداسي الجزائري مسؤولية وتتطلب الجدية بهدف تشريف الراية الوطنية بعد التراجع الكبير الذي عاشه المنتخب طيلة السنوات الماضية أين غاب عن كل المنافسات المهمة، لافتا إلى أن العديد من الأمور ستتم معالجتها وإعادة النظر فيها خاصة الجانب التنظيمي. - قبلتم مهمة تدريب “الخضر” دون تردد، علما أنكم كنتم على مشارف تولي هذا المنصب قبل ثلاث سنوات إلا أن الظروف حالت دون ذلك ؟ * عندما جددت أسرة الكرة الطائرة الجزائرية الثقة في شخصي لتولي مهمة تدريب السداسي الجزائري للمرة الثانية رغم فشل اتفاق العرض الأول لأسباب حالت دون ذلك ... لم أجد هذه المرة أي سبب لرفض هذه المأمورية التي أتشرف بها كثيرا لاسيما وأنها تمنحني فرصة استعادة أجمل الذكريات مع المنتخب حين كنت لاعبا في التسعينات، وحملت شارة القائد مدة عشر سنوات ونلت خلالها لقبين قاريين الأول كان سنة 1991 بالقاهرة والثاني في الجزائر عام 1993. -نفهم من كلامكم، أن العرض الثاني جاء في ظروف مواتية للتألق كناخب وطني ؟ * حقيقة، الظروف التي أقصدها تتمثل في نقطتين هامتين الأولى تتعلق بالإستقرار السائد في الإتحادية والذي من شأنه منح شحن معنوي لخوض التجربة التدريبية على أكمل وجه، أما الثانية فتخص الإمكانات الكبيرة المخصصة للمنتخبات الوطنية لجل الأصناف فعلى سبيل المثال الفيدرالية سخرت أموالا طائلة لفائدة الفريق الوطني النسوي بمناسبة مشاركته في أولمبياد لندن، بداية بجلب تقني أجنبي زيادة على إجراء تربصات إعدادية عالية المستوى بالخارج على غرار معسكر صربيا وفرنسا. - أسلفتم أن هناك عدة أمور يجب أن تتم إعادة النظر فيها سيما من الجانب التنظيمي، ماذا يقصد المدرب سنون بذلك ؟ * فعلا هناك العديد من الأسباب التي أدت الى تراجع مردود الفريق الوطني إضافة إلى أن الجزائر عانت مؤخرا في الرياضة ونتيجة ذلك هي خيبة الأولمبياد الأخيرة لمنتخب الإناث للكرة الطائرة الذي كان من الأجدر أن ينتقل الى لندن بطاقم مدعم أكثر، على عكس ما حدث عندما شاركنا في أولمبياد برشلونة 1992 حيث كان يضم الوفد عددا كبيرا من الأعضاء... وحسب تقديري أن تجاهل الأصناف الصغرى التي تعد الخزان الحقيقي للفرق الوطنية الكبرى مرورا بعدم توفر المنشآت القاعدية التي من شأنها ضمان استمرار التحضير في ظروف ملائمة وصولا إلى عدم استغلال الكفاءات والخبرات الموجودة عند الإطارات واللاعبين القدامى كانت كلها وراء دخول الرياضة الجزائرية في غرفة الإنعاش. - باعتباركم مدربا سابقا لعدة أندية وطنية على غرار مولودية الجزائر سابقا واتحاد البليدة، كيف تقيمون مستوى الدوري المحلي ؟ * للأسف، البطولة الوطنية لم ترق إلى المستوى المطلوب حيث بقيت مستقرة من خلال احتكار نفس الأندية الوطنية التي اعتادت لعب الأدوار الأولى على غرار المجمع الرياضي النفطي (مولودية الجزائر سابقا ) على التتويجات الوطنية .... وحسب اعتقادي فإن أسلوب المنافسة يحتاج إلى إعادة النظر فيه من خلال تبني صيغة جديدة من شأنها رفع وتيرة الصراع على أخذ اللقب سواء تعلق الأمر بالبطولة أوالكأس. -ما هي الإستراتيجية التي رسمتموها عند انطلاق مشواركم التدريبي ل«الخضر” ؟ * تولي مهمة تدريب “الخضر” تتطلب الجدية بهدف تشريف الراية الوطنية بعد فقدان الهيبة الإفريقية والدولية لمدة طويلة قاربت العقدين من الزمن...لهذا سأطبق استراتيجية أساسها العمل على ترسيخ عقلية الفوز لا غير في عقول اللاعبين وسنلعب على تحقيق اللقب الإفريقي باعتباره أولى أولوياتي خلال عهدتي. - متى ستباشرون عملكم على رأس “الخضر” ؟ * لقد شرعت في الإتصال باللاعبين منذ الوهلة الأولى واستدعيت 20 لاعبا من أجل الدخول في التربص الأول الذي انطلق أول أمس بهدف الوقوف على مستواهم بما أنهم كانوا في عطلة إضافة إلى عدم انطلاق البطولة الوطنية التي تأخرت إلى غاية 20 سبتمبر الجاري، بسبب بعض المشاكل التي عرقلت ذلك، أين وجدت بأنه بعض النوادي لم تعقد بعد جمعياتها العامة العادية، ولهذا أكيد أنهم غير جاهزين من الناحية البدنية. - التربص الأول سيكون انتقائيا لتشكيل نواة السداسي الجزائري الذي يتأهب للمشاركة في البطولة العربية ؟ * فعلا، سيتم غربلة المجموعة حتى تصل إلى تركيبة مشكلة من 16 عنصرا والأحسن سيكون على موعد مع البطولة العربية المقررة مبدئيا بتونس ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين، حتى لوكان 40 سنة المهم أن اللاعب يقدم أحسن مردود للمنتخب ... وبعدها سأشرع في تربص مدته أربعة أشهر وذلك عقب انتهاء البطولة الوطنية وذلك تحضيرا للموعد الإفريقي المقرر في 2013 والذي لم يتم تحديد البلد المنظم لهذا الحدث. - هل من كلمة إضافية ؟ * أنا رجل الألقاب لهذا جئت من أجل الألقاب... صحيح أن المهمة صعبة أمام منتخبات قوية على غرار مصر وتونس والكاميرون التي تملك قدرات كبيرة، غير أنني أثق في اللاّعبين وفي إمكانية جعل المنتخب ينال اللّقب القاري الذي يمنح للسداسي الجزائري فرصة التنافس في الموعد المونديالي القادم، فضلا عن رهانات أخرى.