استقبلت إسرائيل أمس مئات المهاجرين اليهود الجدد لتوطينهم في مستوطنات بنيت لهذا الغرض وأقيمت على أراضي فلسطينيين هجروا من ديارهم، على غرار ما حدث لأهاليهم في نكبة سنة 48 والتي حلت ذكراها ال 60 التي شهدت اقامة الكيان الصهيوني في قلب الارض العربية بمقتضى وعد بلفور. وضمن مواصلة إسرائيل الترويج لفكرة أرض الميعاد المزعومة وصل امس قرابة 500 مستوطنا يهوديا جديدا استقدمتهم تنظيمات يهودية متطرفة من 23 دولة إلى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة. واكدت تقارير فلسطينية أنه منذ نكبة فلسطين سنة 1948 تم تهجير اكثر من ثلاثة ملايين يهودي الى فلسطينالمحتلة من تسعين دولة وخاصة من دولة الاتحاد السوفياتى السابق والتي غادرها حوالي 2.2 مليون مهاجر يهودي. كما يقيم فى اسرائيل حاليا وفق نفس التقارير نحو خمسين بالمائة من يهود العالم بينما لم تتجاوز نسبة اليهود فى اسرائيل عام 1948 ستة بالمائة من عدد اليهود فى العالم. وزعمت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أن المستوطنات هي التى تستوعب المهاجرين الجدد وتتسبب فى طرد الفلسطينيين من أراضيهم "لن تكون عقبة بوجه التوصل الى اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين ولاقامة دولة فلسطينية" . وأقرت ليفني لدى لقائها بوزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس التي أنهت اليوم زيارة للمنطقة ب "الاحباط والاستياء" الذي تثيره "بعض المستوطنات" كما قالت لدى الفلسطينيين غير أنها لم تلتزم علنا بالتحدث عن وضع حد لسياسة الاستيطان كما تطالب بذلك اللجنة الرباعية. وانتقدت اللجنة الوطنية العليا واللجنة الفرعية لإحياء الذكرى ال 60 للنكبة فى فلسطين في اجتماع مشترك عقد أمس "استمرار اسرائيل التي قامت على أنقاض شعب في مطاردته وتنكرها لحقوقه على أرض وطنه" . وقالت اللجنتان أن برنامج هذا العام لاحياء ذكرى النكبة سيكون الأوسع والأطول على مدى العقود الستة الماضية وستبدأ الفعاليات المركزية وعلى مستوى المحافظات الفلسطينية في 8 ماي الجاري بالتوازي مع احتفالات إسرائيل يما يسمى "يوم استقلالها" بإعلان إضراب تجاري جزئي تقف خلاله حركة التنقل وترفع الأعلام السوداء. من جهتها أعلنت اللجنة العربية الدولية لإحياء ذكرى النكبة العام الحالي عام مسيرات واعتصامات حيث سيمتد برنامج عملها طوال العام في كل الدول العربية للتأكيد على التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وتعبيرا عن التلاحم والتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته التى وجهها لمؤتمر الأممالمتحدة حول اللاجئين الفلسطينيين الذي عقد مؤخرا أن "هؤلاء اللاجئين لا يزالون رغم مرور 60 عاما على النكبة يعيشون في ظروف معيشية وأمنية مأساوية فى مخيمات الشتات ولا تزال حقوقهم مهضومة ولازالوا ينتظرون التعويضات المناسبة" . وقال أن اسرائيل لا تزال ترفض حق العودة ل5,4 مليون لاجئا فلسطينيا مسجلين لدى وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ولا يزالوا يعيشون فى المخيمات بالأردن ولبنان وسوريا والضفة وغزة. وتحت شعار"ستون عاما والعودة أقرب" عقد بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن في ذكرى النكبة المؤتمر السادس لفلسطيني أوروبا بمشاركة عدة آلاف من هؤلاء المنتشرين فى أنحاء القارة الأوروبية وتم التأكيد خلاله على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.