يُحيي الفلسطينيون يوم غد الخميس، الذكرى الستون ليوم النكبة الذي قامت فيه عصابات صهيونية باغتصاب الأراضي الفلسطينية وتهجير سكانها بقوة الحديد والنار وسط أجواء مليئة بالحزن والحنين بالعودة يوما ما. ورغم مرور ستة عقود كاملة منذ تنفيذ وعد بلفور المشؤوم، الذي مهد لإقامة اليهود لدولة الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية مازال الفلسطينيون متمسكون بحقهم في العودة إلى أراضيهم وقراهم التي استوطن فيها اليهود القادمون من مختلف بقاع العالم بدعوى العودة إلى أرض الميعاد بعدما اقترفت ضدهم العصابات الصهيونية أبشع المجازر راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والشيوخ. وبعد ستين عاما يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى وسط أجواء مليئة بالحزن والحسرة وأجواء مشحونة بالغضب لاسيما في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية ضدهم والحصار المشدد على قطاع غزة منذ قرابة سنة كاملة أكبر دليل على الحيف ودرجة المعاناة التي يحيونها في ظل استمرار تنكر العالم لأدنى حقوقهم. ويعيش سكان غزة المقدر عددهم بحوالي مليون ونصف مليون فلسطيني أسوأ ظروف الحرمان حتى من أدنى ضروريات الحياة في سياق كارثة انسانية ما انفكت كل المنظمات الإنسانية تحذر من تبعاتها في عالم يدعي الديمقراطية والحرية. وفي ظل اجواء التنكر والتجاهل أبى الفلسطينيون إلاّ أن يحيوا ذكرى يوم النكبة بتنظيم تظاهرات في كافة المدن الفلسطينية ارادوا من ورائها أن تكون رسالة قوية باتجاه إسرائيل أولا والعالم أجمع اكدوا من خلالها انهم لن يتخلوا عن حقهم المشروع في العودة إلى ديارهم وأراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حتى وإن كلفهم ذلك المزيد من الشهداء والمعاناة. وأعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أمس، عن تنظيم مظاهرة غضب أمام معبر إيرتز المعبر الرئيسي بين إسرائيل وقطاع غزة في مسعى إلى كسر الحصار المفروض على سكان القطاع منذ قرابة سنة كاملة. وذكرت حركة "حماس" في بيان أصدرته بهذه المناسبة الأليمة أن إحياء ذكرى النكبة سينطلق بعد غد من أمام مسجد غزة بعد صلاة الجمعة الى غاية معبر ايرتز للاحتجاج على ظروف القهر التي يعانيها سكان القطاع الذي اصبحوا يعيشون الحرمان في ابشع صوره وخاصة بعد ان لجأت ادارة الاحتلال الى معاقبتهم جماعية بوقف امدادهم بالوقود. وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم، أن الفلسطينيين لن يقبلوا الموت البطيء وسيتحملون مسؤولياتهم لكسر الحصار الذي رفضت إسرائيل رفعه رغم كل نداءات الاستغاثة سواء الداخلية أو الخارجية. وحذّر مسؤول حركة حماس من استمرار هذا الوضع وحذر من قنبلة إنسانية قد تنفجر في أي لحظة إذا ما استمرت إدارة الاحتلال في فرض الحصار ضمن سياسة العقاب الجماعي التي اعتادت على انتهاجها في كل مرة تريد تضييق الخناق على الفلسطينيين. وينتظر ان تشهد الضفة الغربية في نفس اليوم مظاهرات احتجاجية وسط مدينة رام الله لتسجيل مرور الذكرى الستين ليوم النكبة بإطلاق 21915 بلونا اسودا بنفس عدد تعداد الايام التي تلت النكبة للتعبير عن تمسكهم بحق عودة اللاجئين. وقال عمر عاصف رئيس اللجنة المكلفة بإحياء الذكرى أن مظاهرات التي تنظم بعد غد ستكون الإجابة على الخطاب المقرر أن يلقيه الرئيس الأمريكي جورج بوش أمام الكنسبت وعلى المواقف الأمريكية المنحازة للأطروحات الإسرائيلية على حساب عدالة القضية الفلسطينية. ومن المنتظر أي يصل اليوم الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل في جولة شرق أوسطية هي الأخيرة قبل أن يترك البيت الأبيض نهاية العام الجاري للمشاركة في احتفالات إقامة الدولة الإسرائيلية على أنقاض فلسطين التاريخية. ومع إحياء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ليوم النكبة أجمع العديد من اللاجئين الفلسطينيين بالأردن من جيل 48 أن اغتصاب فلسطين قبل ستين عاما يشكل "أكبر جريمة" ترتكب في حق شعب ما زال يعاني من تداعياتها إلى اليوم وهم لا يزالون يتذكرون بمرارة ذلك "اليوم المشؤوم" الذي غادروا فيه ديارهم وأرضهم مكرّهين عام 1948 . وقالوا في شهادات عشية حلول هذه الذكرى الموافقة ليوم 15 ماي من كل عام أن الأمل "لا يزال قائما في العودة بالنسبة للأبناء والأحفاد".