قررت مصالح وزارة البيئة وتهيئة الإقليم تسجيل إنجاز مشروع مكمل للمركز التقني لمعالجة النفايات المنزلية يتمثل في تجهيز المركز سالف الذكر بمحطة معالجة مخلفات النفايات، وذلك بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مركز الردم التقني الذي دخل حيز الخدمة هذا العام بعدما تم إنجازه ببلدية حاسي بونيف حديثاً تعويضاً للمفرغة العمومية القديمة التي كانت متواجدة ببلدية الكرمة واستجابة للشكاوي المتكررة للسكان. ومن هذا المنطلق تم خلال الأيام الماضية طرح مناقصة وطنية ودولية من أجل تجهيز ثماني مراكز ردم تقني على المستوى الوطني بهذا النوع الجديد من المحطات الهادفة إلى التقليل من تلويث البيئة والمحيط والمياه الجوفية من خلال العصير المستخرج من عمليات جمع وضغط مختلف النفايات المنزلية وردمها علماً بأن عملية إنحلال النفايات المخزنة في قاع الأرض من شأنها أن تؤثر سلباً على مختلف المكونات الباطنية لا سيما المياه الجوفية التي من الواجب المحافظة عليها من أي عملية تلوث لأن ذلك مرتبط بالصحة العمومية التي لا يجب التفريط في الحفاظ عليها وصيانتها من أي خطر بيئي. وحسب السيد محمد مكايكية مدير البيئة بولاية وهران فإن هناك الكثير من الطرق والوسائل التقنية لمعالجة عصير النفايات المنزلية التي تتحلل في الأرض بعد مدة زمنية معينة تتعدى الخمسين سنة وتتجاوز في بعض الحالات القرن من الزمن وعليه إمكانيات التوصل إلى المعالجة التقنية الفعالة يجب اعتماد التقنيات العالية والرفيعة مثل المعالجة البيولوجية المكثفة المتزاوجة مع المعالجة النهائية التي من شأنها أن لا تكلف غالياً مقارنة ببعض العمليات الأخرى كالمعالجة المركزة التي تعتمد على الحرق والتبخير وهي عملية مكلفة جداً من الناحية المالية والطبيعية كونها تؤثر على المدى البعيد في تركيبة التربة التي تصبح غير فعالة وغير منتجة وهو ما يمكن اعتباره العودة إلى الوراء من خلال العمل على خلق أراضي قاحلة في وسط منتج كما يقول البروفيسور شرقي المتخصص في هذا النوع من التقنيات التي جربتها العديد من الدول الأوروبية ثم توقفت عن العمل بها بسبب الآثار السليبة التي تخلفها على الطبيعة والمحيط والبيئة على العموم. ومن جهة أخرى يقول الدكتور عقاب بوزيان المختص في علم الاستغلال للنفايات الصلبة والسائلة وصاحب مخبر مختص في هذا النوع من الدراسات التقنية أن المعالجة البيولوجية للنفايات وعصيرها الناتج من تركيزها التقني الهدف منه هو التقليل من الروائح الكريهة المنبعثة من عمليات الردم التقني إلى جانب العمل على المحافظة على البيئة والعمل على عدم تعرضها لأي حالة من حالات التلف البيولوجي خاصة وأن الروائح الكريهة المنبعثة من عمليات معالجة النفايات أساسها الاستعمال القوي لمادة الامونياك وبالتالي تحلله في مختلف المواد المعالجة في عملية الردم التقني التي تتم في إطار مغلق بعيداً جداً عن الهواء. يذكر أن سكان مختلف المناطق القريبة من مركز الردم التقني تقدموا بالعديد من الشكايات مع حلول الصيف نتيجة استنشاقهم الروائح الكريهة محملين السلطات العمومية مسؤولية نقل الروائح من المفرغة العمومية ببلدية الكرمة إلى بلدية حاسي بونيف ولكن بطرق عامية وهو الأمر الذي جعل السلطات العمومية بالولاية تراسل الوزارة الوصية ومختلف المهتمين بهذا الموضوع الحساس على المستوى المركزي ليتم اتخاذ هذا القرار القاضي بضرورة معالجة الأمر في أسرع وقت ممكن رغم أنه تم على مستوى ولاية وهران إيجاد حلول بديلة إلا أنها تبقى ترقيعية منها العمل على تفريغ الأحواض المائية ونقل محتوياتها إلى محطة تصفية المياه الصحية ببلدية الكرمة بهدف معالجتها واستغلالها في عمليات الري المختلفة إلا أن هذا الأمر مكلف جداً وغير عملي. للعلم فإن مركز الردم التقني الذي تم إنجازه ببلدية حاسي بونيف يتربع على 85 هكتارا وهو متكون من ستة مناطق مساحة أصغرها لا تقل عن 5 هكتار في الوقت الذي تعادل مساحة أكبرها 12 هكتاراً وهي مخصصة لردم النفايات المنزلية لبلديات وهران وحاسي بونيف والكرمة وبير الجير والسانيا وسيدي الشحمي.