يشتكي سكان بلدية الدرارية من عدة نقائص تشهدها بعض الأحياء التابعة لها وندرة في مختلف المرافق الاجتماعية والترفيهية التي عكرت صفو حياتهم خاصة الأطفال والشباب وصرح بعض السكان ل « المساء» أن هذه الوضعية تؤثر سلباً على الإطار المعيشي، فبعض الأحياء التابعة للدرارية لم تشهد أي مشاريع تنموية منذ مدة طويلة على غرار حي قاسطو برنار 2 وسانتا كروز وحي 450 مسكن مشيرين إلى أن أغلب أحياء البلدية عبارة عن بنايات إلا أن الزائر لها يلاحظ أنها غير مهيأة تماماً. وأحصى لنا السكان جملة من المشاكل التي يواجهونها والمتمثلة في انعدام شبكة لتوزيع المياه الصالحة للشرب، مما يضطرهم إلى جلبها من البلديات المجاورة لها، كما يضطرون في حالات كثيرة إلى شراء المياه المعدنية خاصة خلال فصل الصيف والتي تكلفهم كثيراً، ناهيك عن الطرق المهترئة التي تتسبب في عرقلة الحركة المرورية من جهة وتعطل المركبات، مما يصعب على السائقين ركن سياراتهم وسط الأحياء التي يقطنون بها وكذلك صعوبة التنقل بسبب الحفر العميقة التي تملؤها والتي تتحول إلى برك من الأوحال عند تهاطل الأمطار ومصدر للغبار المتطاير في فصل الصيف، ضف إلى ذلك الغاز الطبيعي الذي يتواجد ببعض الأحياء دون غيرها. كما تشتكي بعض الأحياء من تدفق مياه التطهير، وانتشار النفايات، وانسداد قنوات الصرف الصحي، الأمر الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تدفق المياه وتجمعها أمام تجمعاتهم السكنية، هذا إلى جانب الانفجارات الذي تحدث بتلك القنوات مشكلة بذلك خطورة تهدد صحة وحياة هؤلاء السكان، الذين أكّدوا أنهم قاموا وبمفردهم بإنجاز قنوات الصرف الصحي التي تفتقد لأدنى الشروط المعمول بها، والتي تؤدي إلى إنتشار الروائح الكريهة التي تنبعث أيضاً من النفايات المتراكمة والتي شكّلت بدورها مفرغة عمومية لجأ إليها هؤلاء، في غياب الأماكن المخصصة لرمي نفاياتهم أو حاويات عمومية، وهناك أحياء تغيب فيها المياه الصالحة للشرب كحي سانتا كروز، مؤكدين أن هذه المادة لم تزر حيهم على الإطلاق منذ نشأته، الأمر الذي اضطرهم إلى جلبه من الأحياء المجاورة طيلة إقامتهم بالمنطقة، ومنهم من يعتمد على شراء صهاريج مائية التي غالباً ما تفتقد إلى النظافة، معرّضين أنفسهم إلى العديد من الأمراض المتنقلة بالإضافة إلى غياب الغاز الطبيعي، حيث يضطرون إلى الاستعانة بقارورات غاز البوتان التي تكلفهم أموالاً باهظة، كما أن الإنارة العمومية تنعدم كلياً ببعض الأحياء مما قد يعرضهم إلى الاعتداءات في حالة ما إذا خرجوا ليلًا، إلى جانب غياب النقل ما جعلهم يعيشون في عزلة تامة خاصة بالنسبة للمناطق البعيدة عن المدينة وسط، وحسب هؤلاء فهم يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بالمحطة المركزية بالبلدية والانتظار لساعات ويجد التلاميذ والعمال صعوبة بالالتحاق بمقاعد الدراسة وأماكن العمل.كما يطالب قاطنو أغلب أحياء الدرارية على غرار حي وادي الطرفة السلطات المحلية بضرورة تخصيص سوق جواري للخضر والفواكه، حيث لا يزال معظم السكان يعتمدون على التجار المتنقلين، مما يجبر سكان المنطقة إلى التنقل نحو أسواق مجاورة متحملين عناء النقل والتنقل خالصة لهؤلاء الذين لا يملكون وسيلة نقل خاصة بهم، كما يطالبون بإنجاز مساحات للتسلية تسمح للفئات العمرية المختلفة بالترفيه عن نفسها وتبعد الشباب عن الممارسات غير الأخلاقية وتقي الأطفال من خطر الطرقات التي لا يجدون من بديل لها سوى اللعب فيها. من جهته قال مصدر مسؤول من بلدية درارية في تصريح ل « المساء» أن مصالح البلدية واجهت بعض العراقيل التي حالت دون تنفيذ برنامجها التنموي إلا أنها سطرت عدة برامج تنموية لفائدة أحياء الدرارية وسيستفيد منها السكان نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل. وأضاف المصدر أن البلدية خصصت ميزانية معتبرة لسنة 2012 لانجاز عدة مشاريع تنموية منها إنجاز مدرسة تضم 12 قسماً بأحد أحياء البلدية انتهت الأشغال بها وستفتح خلال شهر أكتوبر القادم وملحقة للبلدية تسلم العام المقبل وقدرت ميزانيتها بمبلغ فاق 43 مليون دينار. بالإضافة إلى هذا ستشرع بلدية الدرارية في تهيئة عدة أحياء تابعة لها على غرار شارع سيدي لكحل الذي خصص لع مبلغ يفوق مليار سنتيم، وكذا إنجاز شبكة الصرف الصحي بحي بومزيان بتكلفة مالية قدرت بأزيد من 9 ملايير سنتيم إضافة إلى تهيئة وتعبيد الطرقات على مستوى المعهد الوطني للعمل بحي السبالة بما يفوق 5 ملايير سنتيم. كما خصص مبلغ يفوق 800 مليون سنتيم لتزويد مدرسة بوجمعة تميم 3 وحي 448 مسكن بشبكة الإنارة العمومية و45 مليون دينار لإنجاز مكتبة بلدية جديدة بحي قراف.