انطلقت عبر العديد من ولايات الوطن مؤخرا، عملية واسعة لتنظيف المحيط من النفايات التي تشوه المنظر العام، وسخرت السلطات المحلية وسائل مادية وبشرية ضخمة لهذه العملية التي تأتي تنفيذا لتوجيهات الوزير الأول خلال اجتماعه مؤخرا مع خمسة ولاة من الوطن، منها العاصمة الجزائر، البليدة، عنابة، قسنطينة وولاية وهران. وقد انطلقت حملة تنظيف بولاية البليدة بالتنسيق مع مختلف المصالح والمديريات وجمعيات المجتمع المدني، إلى جانب المواطنين. ومن جهتها، ساهمت الإذاعة المحلية للبليدة، بالموازاة مع ذلك، في حملة تحسيسية في أوساط المواطنين لحملهم على المشاركة القوية في العملية. وشملت هذه الحملة التي سبقتها ومضات إشهارية وتعبئة كبيرة 6 دوائر من أصل ال 10 التي تضمها الولاية، تتمثل في كل من أولاد يعيش، بوفاريك، الأربعاء، مفتاح، موزاية والبليدة، على أن تتبع في الأيام القليلة القادمة بعمليات مماثلة. وقد عرفت هذه المبادرة مشاركة قوية للجمعيات والمواطنين، لاسيما على مستوى بلديتي أولاد يعيش وبني مراد. كما استفادت في إطار هذه العملية عدة مجمعات سكنية، على غرار حي جيلالي بونعامة الذي يعد أكبر تجمع سكني بمدينة البليدة وكذا حي بن بولعيد الشعبي، من تطهير المحيط ورفع القاذورات التي لطالما شوهت المنظر العام. وترمي هذه الحملة الخاصة بتطهير المحيط إلى استرجاع الوجه الجمالي للمدينة التي فقدته خلال السنوات الأخيرة، بفعل التوسع العمراني العشوائي وتراجع الثقافة البيئية في أوساط المواطنين القاطنين بالمدينة التي ارتبط اسمها دائما باسم “مدينة الورود”.
حملة بولاية سكيكدة وبكافة مدن وقرى ولاية سكيكدة انطلقت عمليات واسعة لتنظيف المحيط، وقد تم لهذا الغرض إنشاء لجان على مستوى البلديات والدوائر لتشخيص وضعية الأحياء وإحصاء “النقاط السوداء” التي تعتبر مصدر تشويه للمحيط على مستوى الأحياء والتجمعات السكنية، إلى جانب محاور الطرقات والمساحات العمومية. وستعطى الأولوية في تجسيد هذه العمليات لإزالة الأكياس، الزجاجات البلاستيكية ونفايات الورشات، بالإضافة إلى تنظيف وإزالة القاذورات من قنوات الصرف الصحي ومياه الأمطار. وستتواصل هذه العمليات إلى غاية إزالة كل “النقاط السوداء”، حيث سيتم لأجل إنجاحها تسخير كافة الوسائل المادية والبشرية للبلديات، بالإضافة إلى عتاد المؤسسات العمومية والخاصة، ناهيك عن اشتراك المواطنين بصفة فعالة فرادى أو عن طريق جمعيات الأحياء. وقد تم تقسيم عاصمة الولاية إلى سبع مقاطعات تضم كل منها مجموعة من الأحياء. و ستتكفل بكل مقاطعة مديرية ولائية، على غرار مديريات كل من التعمير والبناء، السكن والتجهيزات العمومية، الري والموارد المائية، بالإضافة إلى بلدية سكيكدة، مؤسسة “كلينسكي”، الديوان الوطني للتطهير، ديوان الترقية والتسيير العقاري وكذا الوكالة العقارية الولائية، إلى جانب مديرية الأشغال العمومية التي ستتكفل بتنظيف محاور الطرقات لمداخل المدينة على مستوى الطريقين الوطنيين رقم 44 ورقم 3. ومن المقرر أن يرأس والي سكيكدة جلسات عمل دورية، ستعقد على مستوى الولاية لإعادة تحديد الأولويات “حسب ما يمليه تطور وسير الأشغال في الميدان”. وأخرى مماثلة بولاية تيسمسيلت ونظمت بلدية لرجام (34 كلم شمال غرب عاصمة الولاية تيسمسيلت) بداية الأسبوع الجاري، حملة تطوعية لنظافة المحيط، وقد تميزت هذه العملية التي عرفت مشاركة عدد من المواطنين برفع القمامة وإزالة الأعشاب والأتربة من قنوات صرف مياه الأمطار والبالوعات. وجرت عملية التنظيف بحي “52 مسكن” على طول الطريق الوطني رقم 19 حتى مدخل المدينة. وترمي هذه المبادرة التي استحسنها العديد من المواطنين، إلى زرع ثقافة المحافظة على البيئة لدى مختلف شرائح المجتمع، وكذا تجميل المدينة، وترى السلطات البلدية أن نظافة مدينة لرجام “لا تقتصر على عمل البلدية، بل ينبغي على المواطنين والجمعيات البيئية و لجان الأحياء تجسيد عمليات تنظيف دورية، مما سيساهم في المحافظة على جمال المدينة”. ومن جهتها بادرت إذاعة تيسمسيلت الجهوية بالتنسيق مع مديرية البيئة، محافظة الغابات، وحدة الديوان الوطني للتطهير ومصالح البلدية بتنظيم، مؤخرا، نصف يوم لنظافة مدينة تيسمسيلت، حيث مست العملية الطريق الإجتنابي إلى غاية المخرج الجنوبي لعاصمة الولاية، وكذا حي “المرجة”. وكشفت المديرية الولائية للبيئة مؤخرا عن تنصيب لجنة ولائية مكلفة بتنفيذ تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية الرامية لتنظيف المحيط والتشجير وصيانة الطرقات التي سيشرع في تجسيدها قريبا عبر كامل بلديات الولاية ال22.