تستمر فعاليات المهرجان الوطني للمسرح في دورته السابعة بعروض خارج المنافسة الرسمية، التي تحتضنها قاعة الموقار، إذ عُرضت مساء الخميس مسرحية «وسع الطريق» من مصر، و«الدق.. والسكات» من المغرب، حيث تعرف الجمهور العاصمي وعشاق أب الفنون على نكهة أخرى، جاءت بها الفرق العربية المشاركة والمنتظر أن تستمر إلى يوم 26 سبتمبر. أمتعت فرقة «مسرح المدينة» المغربية أول أمس الجمهور العاصمي بمسرحيتها الكوميدية «الدق .. والسكات» المبرمجة ضمن عروض خارج المنافسة للطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. وبحضور جمع غفير من هواة المسرح وعدد من وجوه الفن والثقافة، استمتع الحضور بقاعة الموقار بهذا العمل الفكاهي الذي جاء بالدارجة المغربية وتناول صراع الأزواج والعنف الأسري من خلال قصة كل من الزوجين كاميليا والبشير وصفاء ومنير والخلافات التي تنشب بين كل منهما... وتبدأ المسرحية بشجار كاميليا مع زوجها البشير في غرفة نومهما ليتبعه شجار صفاء وزوجها منير بغرفة نومهما أيضا، وحين تجتمع كاميليا وجارتها صفاء ترى المرأتان أن زوجيهما هما سبب المشاكل الأسرية ونفس الشيء حين يجتمع البشير وصديقه منير، حيث يعتبران أن زوجتيهما هما سبب كل شجار. والمسرحية التي أخرجها هشام الجباري هي من تأليف عبد الكبير شداتي وسينوغرافيا رشيد جندول، وقد تقاسم أدوارها خمسة فنانين هم جميلة الهوني في دور «كاميليا» وجليلة التلمسي في دور «صفاء» وسعيد آيت جابا في دور «منير» وفريد الركراكي في دور «البشير» بالإضافة إلى المؤلف شداتي في دور رجل الأمن المتخفي «العياشي». ولأن الموضوع يتعلق أساسا بصراع الزوجين كاميليا والبشير وصفاء ومنير، فقد ارتكز العرض وعلى مدار ساعة و20 دقيقة من الزمن على ديكور تراوح بين غرفة النوم التي تجمع الأزواج وساحة البناية التي يجتمع فيها البشير ومنير والتي يلتقيان فيها أحيانا ب «العياشي». وعقب العرض، أعرب مخرج العمل هشام الجباري عن سعادته الكبيرة بعرض المسرحية في الجزائر وإقبال الجمهور عليها. موضحا أنها «تعالج بطريقة كوميدية وبسيطة موضوعا شائكا هو صراع الأزواج الذي تعاني منه أغلب الأسر». من جهتها، أبدعت فرقة «يناير تياترو» المصرية أول أمس بقاعة الموقار بالعاصمة، في تسليط الضوء على الأوضاع السياسية في مصر ما بعد «ثورة 25 جانفي» من خلال مسرحية «وسع الطريق» المبرمجة ضمن عروض خارج المنافسة للطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. وبحضور جمع غفير من هواة الفن الرابع ووجوه الفن والأدب على غرار الكاتب واسيني الأعرج والمسرحي هارون الكيلاني، استمتع الحضور بقاعة الموقار بهذا العمل الذي جاء بالعامية المصرية والعربية الفصحى، حيث صور بنقد لاذع «فلول النظام السابق الذين يسعون لتحسين صورهم لدى الشارع المصري بينما يعملون في الخفاء على الحفاظ على مصالحهم التي كسبوها من النظام السابق»، حسب العرض. والمسرحية التي أخرجها خليل تمام هي من تأليف علي الغريب وأشعار صفاء البيلي، وقد تقاسم أدوارها تسعة فنانين برز منهم خصوصا ثلاثة من «الفلول» (سياسيين ورجال أعمال) وشاعر سلطة يتخذ نفس أساليب النفاق لأجل الحفاظ على مصالحه والرجل الأعمى «شريك الفلول الذي يرمز لبعض الأيادي الخارجية». كما برزت أيضا شخصيات الفلاح الصعيدي الذي يرمز لعامة الشعب المصري والصحفي «فؤاد» الذي يمثل ضمير الشعب اليقظ، بالإضافة إلى وجوه أخرى على غرار البلطجي الذي يدفع له لينشر الفوضى والبائع وغيرهما. ولأن الموضوع ذو جوانب مختلفة، فقد ارتكز العرض وعلى مدار ساعة من الزمن على ديكور متغير أحسنت في تصميمه هبة عبد الحميد، فمرة نجد الفلول في البار يخططون لمشاريعهم ومرة هم في مراكز التدبير يغوون «البلطجية» لنشر الفوضى، حيث رافقته موسيقى أحسن في اختيار ألحانها محمد عزت فهي شرقية وحزينة إذا ما تعلقت بهموم المصريين وغربية وراقصة إذا ما رافقت «فلول النظام» في مخططاتهم. وبعد نهاية العرض، اعتبر مخرج العمل خليل تمام أن المسرحية «تتناول بعض الطبقات من المثقفين ورجال الأعمال والسياسيين من بؤر الفساد في مصر في ظل النظام السابق الذين يحاولون ركوب موجة ثورة يناير». وأضاف أن المسرحية «يمكن إسقاطها على الكثير من الدول العربية» وأن نهايتها «لم ترمز إلا للوحدة والانتماء وحب الوطن مهما كانت الظروف».