أبدعت يوم الخميس فرقة "يناير تياترو" المصرية بالجزائر العاصمة في تسليط الضوء على الأوضاع السياسية في مصر ما بعد "ثورة 25 يناير" من خلال مسرحية "وسع الطريق" المبرمجة ضمن عروض خارج المنافسة للطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. وبحضور جمع غفير من هواة الفن الرابع ووجوه الفن والأدب على غرار الكاتب واسيني الأعرج والمسرحي هارون الكيلاني استمتع الحضور بقاعة الموقار بهذا العمل الذي جاء بالعامية المصرية والعربية الفصحى حيث صور بنقد لاذع "فلول النظام السابق الذين يسعون لتحسين صورهم لدى الشارع المصري بينما يعملون في الخفاء على الحفاظ على مصالحهم التي كسبوها من النظام السابق" حسب العرض. والمسرحية التي أخرجها خليل تمام هي من تأليف علي الغريب وأشعار صفاء البيلي وقد تقاسم أدوارها تسعة فنانين برز منهم خصوصا ثلاثة من "الفلول" (سياسيين ورجال أعمال) وشاعر سلطة يتخذ نفس أساليب النفاق لأجل الحفاظ على مصالحه والرجل الأعمى "شريك الفلول الذي يرمز لبعض الأيادي الخارجية". كما برزت أيضا شخصيات الفلاح الصعيدي الذي يرمز لعامة الشعب المصري والصحفي "فؤاد" الذي يمثل ضمير الشعب اليقظ بالإضافة لوجوه أخرى على غرار البلطجي الذي يدفع له لينشر الفوضى والبائع وغيرهما. ولأن الموضوع ذو جوانب مختلفة فقد ارتكز العرض وعلى مدار ساعة من الزمن على ديكور متغير أحسنت في تصميمه هبة عبد الحميد فمرة نجد الفلول في البار يخططون لمشاريعهم ومرة هم في مراكز التدبير يغوون "البلطجية" لنشر الفوضى حيث رافقته موسيقى أحسن في اختيار ألحانها محمد عزت فهي شرقية وحزينة إذا ما تعلقت بهموم المصريين وغربية وراقصة إذا ما رافقت "فلول النظام" في مخططاتهم. المسرحية التي أنتجت في 2010 لم تخلو أيضا من الفكاهة والسخرية وللإشارة فقد سبق ل "يناير تياترو" -وهي فرقة شابة تأسست بالقاهرة في 2009 وتضم 16 عضوا بين فنانين وفنيين- عرض المسرحية في كثير من المحافظات المصرية. وفي تصريح ل (واج) عقب العرض اعتبر مخرج العمل خليل تمام أن المسرحية "تتناول بعض الطبقات من المثقفين ورجال الأعمال والسياسيين من بؤر الفساد في مصر في ظل النظام السابق الذين يحاولون ركوب موجة ثورة يناير". وأضاف أن المسرحية "يمكن إسقاطها على الكثير من الدول العربية" وأن نهايتها "لم ترمز إلا للوحدة والإنتماء وحب الوطن مهما كانت الظروف". ومن جهته أبدى الممثل تامر المنياوي الذي أدى دور الفلاح سعادته الكبيرة بعرض المسرحية في الجزائر موضحا أنه أدى دور "الفلاح المقهور الذي كان يعيش في غفوة من أمره وبدأ يصحو بعد أحداث ثورة يناير" ومعتبرا أن دوره هذا "يمثل الفلاحين في كل الدول العربية". وأما الممثل محمد عبد الفتاح الذي أدى دور الشاعر "ممدوح" فقد أوضح أن شخصيته "ترمز للشاعر المنافق حيث تعمدنا تسميته بممدوح لأن همه الوحيد مدح أي شخص يجلس على الكرسي بالأشعار والتغزل فيه وهذا بغية تحقيق مصالح معينة بما فيها الشهرة" مضيفا أن الكثير من أمثال هؤلاء "ركبوا اليوم موجة الثورة رغم أن حقيقتهم مكشوفة لدى عامة الناس". و يذكر أن برنامج عروض خارج المنافسة تعرف مشاركة 7 فرق جزائرية و7 فرق أجنبية تمثل 5 دول عربية ومشاركة أوروبية وحيدة ممثلة في تعاون فرقتي "الربوة" من تيزي وزو و"كريارك" الفرنسية وستقام هذه العروض بالعاصمة وولايات أخرى على غرار تلمسان وتيزي وزو والمدية وعنابة ومغنية والقليعة. وتتواصل فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف التي انطلقت السبت الماضي إلى غاية 27 سبتمبر الجاري حيث تتنافس 17 فرقة على مختلف جوائز المسابقة الرسمية.