تواصلت جهود أعوان الحماية المدنية لولايتي البليدة وتيبازة، نهار أمس، لإخماد النيران التي اندلعت عبر عدد من المساحات الغابية مع نهاية الأسبوع بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي قاربت ال40 درجة، بالإضافة إلى سرعة الرياح الساخنة التي ساهمت في انتقال لهيب النيران بسرعة مما عقد عمليات الإطفاء التي جندت لها كل الإمكانيات المادية والبشرية لوحدات الحماية المدنية ومحافظة الغابات، من جهتها، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لتحديد أسباب وظروف نشوب تلك الحرائق. واضطرت وحدات الحماية المدنية لولاية البليدة، أمس، إلى الاستنجاد بمختلف الفرق المتنقلة لمكافحة حرائق الغابات بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء وكذا الرتل المتنقل الجزئي لعين الدفلى لإخماد الحرائق المندلعة بمرتفعات الولاية، حيث تم تحديد ثلاث بؤر حرائق على مستوى بلديات كل من بوعرفة، بوفاريك وأولاد يعيش ولا تزال مشتعلة من أصل 12 حريقا اندلع ليلة الخميس الفارط . وحسب المعطيات الأولية لوحدات الحماية المدنية فقد سجل إتلاف أكثر من 75 هكتارا من الغطاء النباتي منها مساحات مزروعة بأشجار الزيتون، التين، البلوط والكاليتوس بالإضافة إلى بعض المحاصيل الزراعية، وذلك ببلديات كل من بوعينان، بوقرة، الصومعة، مفتاح، صوحان والجبابرة، كما سمح التدخل السريع لأعوان حماية الغابات بإنقاذ المساكن والإسطبلات الواقعة بالقرب من المساحات التي شبت بها الحرائق، كما تم تسطير مخطط تدخل استعجالي للحرص على عدم تنقل ألسنة النيران إلى الحظيرة الوطنية للشريعة التي تعد رئة المتيجة لما تحتويه من ثروة نباتية وحيوانية هامة. من جهتها، سجلت وحدات الحماية المدنية لولاية تيبازة إتلاف ألسنة النيران لأكثر من 300 هكتار من الغابات عبر المناطق الغربية والجنوبية للولاية، حيث تم في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس التحكم في 20 حريقا عبر الغابات المتواجدة ببلديات تيبازة، قوراية، حجوط، حجرة النص، حمر العين، شرشال وسيدي أعمر فيما لم تسجل أية خسائر بشرية، وحددت المناطق التي سجل بها أكبر الأضرار بغابات الدومية، سيدي صالح، دوار بومعزة، وادي البلاع، أغبال، سيدي عمران ووادي قلال وسيدي محمد بن عائشة وذلك بسبب صعوبة المسالك وعدم تمكن أعوان مكافحة الحرائق من الوصول إلى بؤر الحرائق في الوقت المناسب قبل انتقال ألسنة النيران إلى المناطق المجاورة بسبب هبوب رياح ساخنة صعبت عمليات الإطفاء. وقد تواصلت عمليات إخماد النيران، أمس، عبر غابتي شنوة وحجرة النص لليوم الثاني على التوالي بسبب عدم وجود مسالك تؤدي إلى مناطق الحرائق وكثافة تلك الغابات خاصة منها غابة قرقور بشنوة، وتبقي حصيلة تقديرات الخسائر "مؤقتة" حسب مصادر محلية وقابلة للارتفاع حيث يتم حاليا على مستوى محافظة الغابات تحديد حجم الإضرار النهائية، ولحسن الحظ لم تسجل خسائر بشرية ما عدا إسعاف ثلاثة أشخاص تعرضوا للاختناق بسبب كثافة الدخان المتصاعد جراء هول الحرائق، في حين سمحت يقظة أعوان الحماية المدنية بحماية المنازل القريبة من مناطق الحرائق وتجهيزات مركز المراقبة البحرية المتواجد في أعالي جبل شنوة. كما تمكنت عناصر الوحدات المشتركة للحماية المدنية ومحافظة الغابات لولاية تلمسان والمدعمة بالأرتال المتنقلة لولايات عين تيموشنت، وسيدي بلعباس، سعيدة ومعسكر أول أمس من السيطرة على الحريق المهول الذي شب بالجهة الشرقية لأعالي مدينة تلمسان حيث وجد رجال الإطفاء صعوبة كبيرة في محاصرة الحريق بسبب هبوب رياح ساخنة على المنطقة مما ساعد على انتشار ألسنة النيران بسرعة لتمس عددا من المواقع السياحية بمناطق كل من سيدي الطاهر وسيدي عبد الله والمفروش. وسجلت مشاركة عدد كبير من المتطوعين الشباب في عمليات إخماد الحرائق تلبية لنداء السلطات المحلية التي وضعت بعض الحافلات في متناول المتطوعين انطلاقا من وسط المدينة إلى هضبة "لالا ستي"، وهو ما ساعد في محاصرة ألسنة النيران الذي كادت أن تقضي على جانب هام من الغطاء الغابي للمنطقة التي تعد قبلة الزوار من مختلف أنحاء الوطن.