أتت نيران الحرائق على مئات الهكتارات من غابات منطقة القبائل في ظرف زمني قصير، وزاد ارتفاع درجات الحرارة والتضاريس الصعبة من تعقيد عملية إطفاء ألسنة النّار التي تبقى العدو الأكبر لمساحات غابية شاسعة. التهمت الحرائق التي شبّت يومي الجمعة والسبت بالمرتفعات الغابية بولاية بجاية نحو 366 هكتار من الغطاء النباتي، ليرتفع بذلك حجم الخسائر التي تسبّبت فيها النّيران منذ بداية فصل الصيف إلى 1000 هكتار تقريبا، استنادا إلى حصيلة لمحافظة الغابات. وأفاد ذات المصدر بأن كافّة مناطق الولاية تعرّضت لهذه الموجة الجديدة من الحرائق التي كانت أكثر حدّة بمنطقة (فناية) على بعد 40 كلم غرب بجاية، أين سجّل إتلاف ما لا يقلّ عن 180 هكتار من الغطاء النباتي، منها 136 هكتار من بلوط الفلّين و800 شجرة مثمرة، حسب الحماية المدنية التي جنّدت وسائل هامّة لا سيّما الرتل المتنقّل لإخماد هذه الحرائق. وذكر نفس المصدر أن ألسنة اللّهب انتشرت بسرعة بفعل هبوب رياح قوية وأصبحت تهدّد القرى المجاورة، لا سيّما قريتي القلعة وزوبيا إلاّ أن التدخّل السريع لأعوان الحماية المدنية والغابات بمساعدة السكان ساعد على إطفاء النيران وإبعاد الخطر، حيث لم يلحق أيّ ضرر بالمساكن. أمّا الحريق الثاني الذي زرع الخوف وتسبّب في خسائر جسيمة فقد اندلع يوم السبت بمنطقة برباشة بالجزء الجنوبي للولاية، أين سجّل إتلاف 82 هكتارا من الغطاء النباتي، استنادا إلى ذات المصدر الذي أفاد بأن هذا الحريق لم يلحق أضرارا بالمساكن إلاّ أنه أتلف شبكة توزيع الكهرباء، ممّا حرم العديد من القرى من هذه الطاقة من بينها قرية (خليل). وقد تمّ إخماد النيران ظهر اليوم الأحد بفضل تدخّل الرّتل المتنقّل وتجنيد سكان البلدية ومواطني منطقة قنديرة. ووصف محافظ الغابات السيّد علي محمودي هذه الحصيلة الجديدة ب (الكارثية) قائلا إنه (في حال تسجيل حرائق أخرى سنفقد جميع غاباتنا)، ودعا في هذا الصدد المواطنين والبلديات إلى التحلّي بمزيد من اليقظة، علما أن حصيلة الخسائر لهذا الموسم حيث سجّل إتلاف نحو ألف هكتار من الغطاء النباتي تعدّ ثقيلة مقارنة بالموسم الفارط، حيث لم تتعدّ المساحة التي تعرّضت للحرائق 7 ر68 هكتارا. في سياق ذي صلة، تسبّبت الحرائق التي اندلعت ما بين الخميس والسبت في العديد من المناطق بولاية تيزي وزو في إتلاف نحو 2170 شجرة مثمرة، حسب ما علم من مديرية الحماية المدنية. وأفاد ذات المصدر بأن الحجم الكبير من هذه الخسائر سجّل على مستوى بساتين الزيتون، حيث أتلفت النّيران ما لا يقلّ عن 1970 شجرة زيتون. كما سجلّ إتلاف 200 شجرة تين. وقد اندلع الحريق الأوّل ليلة الأربعاء بالقرب من قرية آيت يخلف بمنطقة بوزفان، لتسجّل بعده نفس المصالح اندلاع خمسة حرائق أخرى ما بين الخميس والسبت بنفس المنطقة. وأضاف نفس المصدر أن أعوان الحماية تدخّلوا لإطفاء 30 حريقا شبّ عبر 20 بلدية من بلديات الولاية، وتطلّب الأمر الاستعانة بالرّتل المتنقّل لمكافحة هذه الحرائق التي ألحقت خسائر (جسيمة) بغابات الفلّين المحلّية، حيث تسبّبت في إتلاف 5ر196 هكتار من أشجار بلوط الفلّين والبلوط الأخضر والزان. ومن جهتها، أحصت محافظة الغابات اندلاع 114 حريق منذ مطلع شهر جوان الماضي تسبّب في التهام 1336 هكتار من الغابات. كما سجّل إتلاف ما يناهز 2282 شجرة مثمرة على إثر الحرائق التي اندلعت في الأسبوع الماضي، يضيف المصدر. وفي هذا الإطار تدعو مصالح الغابات والحماية المدنية المواطنين إلى الالتزام باليقظة من أجل حماية الثروة الغابية وبساتين الأشجار المثمرة المحلّية وتجنّب وقوع حوادث أليمة كتلك التي عاشتها الولاية سنة 2007، حيث سجّل هلاك ستّة أشخاص بسبب الحرائق.