استحضر مجاهدون وأعضاء من الأسرة الثورية من مختلف المحافظات السياسية التابعة للولايات التاريخية، أمس السبت، مناقب وخصال الفقيد والمجاهد العميد الهاشمي هجرس، مبرزين الدور الكبير الذي لعبه في خدمة الوطن أثناء ثورة التحرير المباركة وبعد الاستقلال بتقلده مناصب سياسية وعسكرية مختلفة. وأبرز رفاق درب الفقيد المجاهد الهاشمي هجرس خلال تدخلهم في ندوة تاريخية تكريما لهذا الأخير في الذكرى الأولى لرحيله في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية، جهود ومساهمات الراحل في خدمة ثورة الفاتح نوفمبر 1954 لاسيما بعد التحاقه المبكر بصفوف جيش التحرير الوطني (عام 1956)، حيث كانت له الفرصة لتقديم الدعم التكتيكي واللوجستيكي للمحافظة السياسية للجبهة ولجيش التحرير في الميدان. وفي هذا الاطار، نوّه المجاهد قدور بن ساسي بالسند الكبير الذي قدّمه الفقيد هجرس في دعم الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي منذ السنوات الأولى لاندلاع الثورة عام 1954، واصفا إياه بالمناضل السياسي والعسكري المحنّك الذي وهب حياته لخدمة الوطن منذ ريعان شبابه حتى مماته. وأضاف أن الفقيد يعتبر مثالا للعسكري المنضبط والقائد القدوة والمواطن الصالح الذي تمكّن من إثبات جدارته في مختلف جوانب حياته، معتبرا مسيرته مرجعا من مراجع الثورة التحريرية المجيدة التي حرص خلالها على التمتع بأخلاق عالية وقيم سامية ومواقف ثابتة زادت من مكانته في قلوب محبيه ورفاقه في الكفاح المسلح. وبدوره، استعرض المجاهد والوزير الأسبق عمار بن تومي المحطات الكبرى التي ترك فيها الفقيد الهاشمي هجرس بصماته كإشرافه على هيكلة المحافظة السياسية لجبهة التحرير الوطني وعصرنة مهامها وجعلها تواكب التطورات التي حقّقها جيش التحرير الوطني في تلك الفترة. ومن جهة أخرى، قدم عدة مجاهدين حضروا الندوة شهاداتهم الحية حول مساهمة المحافظ السياسي في توعية المواطنين أثناء الثورة التحريرية المجيدة، حيث أجمعوا على أهمية هذا الدور في تجنيد الرأي العام حول العمل المسلح والنشاط الفدائي إبان الاحتلال الفرنسي. وللاشارة، فقد توفي المجاهد العميد الهاشمي هجرس يوم 21 سبتمبر 2011 بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 79 سنة. وهو من مواليد 20 أكتوبر 1932 بمدينة الأربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو، وقد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني يوم 9 أفريل من عام 1956 ليعين بعد سنوات من الكفاح المسلح بوحدات الجيش المتمركزة على الحدود الجزائرية-التونسية. وعهد إليه الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1960 مسؤولية الإشراف على المحافظة السياسية لقيادة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني، كما تقلّد المجاهد الراحل بعد الاستقلال العديد من المسؤوليات والمناصب الحساسة على غرار تعيينه في جانفي 1957 على رأس الناحية العسكرية الخامسة ثم قائدا للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال. وعيّن الفقيد عام 1987 مفتشا عاما للجيش بعد ترقيته إلى رتبة عميد، ليعيّن في ديسمبر 1989 مسؤولا عن العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني ثم أعيد تعيينه بنفس المنصب عام 1991. وجاء تنظيم هذه الندوة بمبادرة جمعية "مشعل الشهيد" بالتنسيق مع جريدة "المجاهد" في إطار العدد الخامس من السلسلة التاريخية "منتدى الذاكرة".