شيّعت بعد ظهر الخميس بمربّع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جنازة المجاهد العميد المتقاعد الهاشمي هجرس الذي وافته المنية فجر أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 79 سنة· حضر مراسم تشييع الجنازة مسؤولون كبار في الدولة وضبّاط سامون في الجيش الوطني الشعبي وأعضاء من الحكومة ومجاهدون وشخصيات سياسية ووطنية، إلى جانب عائلة الفقيد وجمع من المواطنين· وفي الكلمة التأبينية نوّه مدير الاتّصال والإعلام والتوجيه بالنيابة بوزارة الدفاع الوطني العقيد موالي سليمان بخصال الفقيد، واصفا إيّاه ب (المناضل المحنّك) الذي (وهب حياته لخدمة الوطن منذ ريعان شبابه حتى مماته)، وأضاف أن المرحوم يعتبر (مثالا للعسكري المنضبط والقائد القدوة والمواطن الصالح الذي أثبت جدارته في حياته كلّها بنجاح وتألّق)· كما أثنى العقيد موالي في الكلمة التأبينية على الفقيد الذي يعتبر - كما قال - (مرجعا من مراجع الثورة التحريرية المجيدة)، مبرزا في نفس الوقت ما يتمتّع به من (أخلاق عالية وقيم سامية ومواقف ثابتة)· وللإشارةر فقد ولد الفقيد يوم 20 أكتوبر 1932 بمدينة الأربعاء ناث اراثن بتيزي وزو، اِلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني يوم 9 أفريل العام 1956 ليعيّن بعد سنوات من الكفاح المسلّح في وحدات الجيش الممركزة على الحدود التونسية - الجزائرية، وفي سنة 1960 عهد إليه الرئيس السابق هواري بومدين مسؤولية الإشراف على المحافظة السياسية لقيادة الأركان العامّة لجيش التحرير الوطني· وبعد الاستقلال تقلّد المجاهد الراحل - المتحصّل على شهادة اللّيسانس في الحقوق بجامعة قسنطينة - العديد من المناصب والمسؤوليات، حيث تمّ تعيينه في جانفي 1975 على رأس النّاحية العسكرية الخامسة، ثمّ قائدا للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، وبعد ترقيته إلى رتبة عميد عيّن عام 1987 مفتشا عامّا للجيش، كما عيّن في ديسمبر 1989 مسؤولا عن العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، ثمّ أعيد تعيينه في ذات المنصب عام 1991·