حذر الأخضر الإبراهيمي الوسيط الدولي في الأزمة السورية، أمس، من أن النزاع المسلح في هذا البلد يزداد خطورة في ظل استمرار أعمال العنف التي تحصد مزيدا من الأرواح ووسط استفحال أزمة غذائية بأبعاد كارثية. وأدلى الدبلوماسي الجزائري بهذه التصريحات أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي ال 15 الذين أطلعهم، أمس، على مضمون المحادثات التي أجراها مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأولى إلى دمشق منتصف الشهر الجاري. وقال الإبراهيمي إن النظام السوري قدر عدد المسلحين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا ضد النظام بحوالي 5 آلاف ضمن مؤامرة أجنبية ضد بلاده. ولم يتوقف الدبلوماسي الجزائري ومنذ تسلمه مهمته كوسيط لإنهاء المأساة السورية بداية الشهر الجاري عن التأكيد في كل مرة على صعوبة المهمة التي أوكلت إليه وأنه لا يملك مخططا محددا لاحتواء العنف المستفحل في سوريا والذي أودى بحياة حوالي 29 ألف قتيل منذ اندلاعه شهر مارس من العام الماضي. تزامنا مع ذلك، عقدت أطياف المعارضة السورية في الداخل اجتماعا بالعاصمة دمشق دعت خلاله إلى إقامة نظام ديمقراطي في البلاد. وطالبت الأحزاب المشاركة في الاجتماع في بيان ختامي الوسيط الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي إلى “تنظيم ندوة دولية يشارك فيها كل الأطراف المعنية بالأزمة المستفحلة في البلاد بهدف إقامة نظام ديمقراطي تعددي”. كما طالب المشاركون المنضوون تحت لواء لجنة التنسيق من أجل التغيير الوطني والديمقراطي مجددا نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة على السواء بوقف العنف الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من القتلى. وحمل المشاركون النظام الحاكم مسؤولية اندلاع موجة العنف في البلاد، حيث اعتبروا أن “الحل الأمني والعسكري الذي تبناه النظام للرد على ثورة الشعب الذي يطالب بالحرية والديمقراطية ولد عنفا آخر”، كما دعوا -بالمقابل- كل أطياف المعارضة في الداخل والخارج إلى “العمل سويا لإحداث تغيير جذري وديمقراطي وشامل يحقق مطالب الشعب السوري”. للإشارة، فإن اجتماع المعارضة في دمشق عقد بحضور السفيرين الروسي والصيني اللذان يبقى بلداهما أهم حليفين للنظام السوري. ويستمر مسلسل العنف في سوريا بحصد مزيد من الأرواح، حيث قتل حوالي 30 شخصا، أمس، جراء استمرار المعارك وعمليات القصف بمختلف أنحاء البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية شنت قصفا عنيفا على حلب ثاني كبرى المدن السورية استهدف بنايتين بحي المعادي كانت تأوي العديد من المسلحين، وأضاف المرصد أنه من بين ضحايا الغارات التي استهدفت قلب مدينة حلب خمسة أطفال. وتحولت مدينة حلب منذ أزيد من شهرين إلى مسرح لمعركة ضارية بين القوات النظامية وتلك المنشقة عنها وصفت بأنها أم المعارك، حيث يسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على هذه المدينة الاستراتيجية في شمال البلاد.