انتقل إلى رحمة الله، صباح أمس، الفنان والملحن محمد بوليفة عن عمر يناهز 57 عاما بمستشفى مصطفى باشا الجامعي إثر مرض عضال حسبما علم من أقربائه. وسيوارى جثمان الفقيد الثرى اليوم -حسب ذات المصدر- بمقبرة قاريدي (القبة). وفي سجل الراحل مسار حافل من العطاء في ميدان الأغنية الملتزمة والوطنية، حيث يعد صاحب العديد من الألحان المشهورة أهمها “بلادي أحبك رغم الظنون” التي أطربت بها الراحلة وردة الجزائرية جمهورها. ومن أهم ألحانه نورد كذلك “ما قيمة الدنيا وما مقدارها”، “صفي لي دمي” فضلا عن تلحين أوبرات “قال الشهيد” و«حيزية”، و«علي معاشي”. ولد الفقيد في 30 جانفي 1955 بتيقديدين بولاية الوادي حيث تلقى تعليمه حتى الثانوي تم انتقل إلى العاصمة سنة1975، حيث درس الفنون الجميلة ببرج الكيفان وتخرج منشطا ثقافيا، بعدها تحصل على منحة لدراسة الموسيقى ببغداد التي أقام بها من 1978 إلى 1982 لتبدأ رحلته مع الغناء والتلحين. وفي 1994 أصدر أول ألبوم له عن قصائد للشاعر سليمان جوادي. وغاب الراحل عن الساحة الفنية لسنوات لأسباب تحدث عنها لوسائل الإعلام بالإشارة إلى انه لم ينقطع عن الموسيقى، رغم ابتعاده عن الأضواء، موضحا ان الأسباب موضوعية، مرتبطة بما وصفه ب«الانحراف” الذي بدأ في منتصف الثمانينيات وبلغ مداه نهاية تلك العشرية، والذي أدى إلى تراجع الإبداع. وقال انه أنجز أعمالا في هذه الفترة لصالح جمهور ضيق ومحدود، يتمثل في بعض النخبة من الكتّاب والفنانين والجامعيين. وارجع الفقيد سر علاقته بالأدباء، والنخبة عموما بالقول «أعتقد أن الأمر طبيعي، فبالإضافة إلى تكويني الموسيقي فأنا مهتم بالشعر والأدب عموما، فأمر طبيعي أن تكون لي صداقات مع الشعراء والقصاصين”. وكان يكتب قصائد بالدارجة، ولم يكتب الشعر الفصيح، الذي حاول الخوض فيه في البداية قبل أن يتجه إلى الموسيقى. اشتهر أولا بأغنية ‘'ماما لابسة الزرقاطي''، وهي أغنية تراثية أعاد الاشتغال عليها مع الشاعر سليمان جوادي من ناحية اللحن وحتى الكلمات وأصبحت كما سمعها الجمهور بعد ذلك· وعرفت نجاحا كبيرا لاسيما في الأعراس. كما غنى بعض القصائد الفصيحة لشعراء معروفين· واعتبر أن صداقته مع الأدباء طبيعية لأن الموسيقيين يرتبطون بالجانب التقني، وكان من الضروري أن يتغذى روحيا من الوسط الجامعي والوسط الأدبي. آخر عمل له كان في 2012 حيث ألف موسيقى الملحمة التاريخية «الجزائر.. رحلة حب” للشاعر الراحل عمر البرناوي والتي أخرجها لخضر بلباز من المسرح الجهوي لمدينة العلمة وعرضت في جويلية الماضي بسطيف.