أحيت حديقة التجارب بالحامة على مدار ثلاثة أيام، اليوم العالمي للحيوان المصادف للرابع أكتوبر من كل سنة، حيث اختير شعار “معا للحفاظ على الحيوانات من الإنقراض”، وبالمناسبة، سطرت الحديقة العديد من البرامج الترفيهية والتربوية لفائدة أطفال المدارس الذين توافدوا بأعداد كبيرة للتعرف على حيوانات الحديقة. كان من بين أهم الأهداف التي سطرتها حديقة التجارب بالحامة للإحتفال بهذا اليوم، تحسيس زوار الحديقة وخاصة الأطفال بأهمية الحفاظ على هذه الكائنات الحيوانية بالنظر إلى دورها الفعال في الحفاظ على التوازن البيئي، من أجل هذا، كانت كل البرامج والورشات المسطرة تصب في هذا الباب، وهو ما حدثتنا حوله سناء جبالي، مكلفة بالإعلام بحديقة التجارب الحامة، حيث قالت؛ يعد الاحتفال باليوم العالمي للحيوانات سنة حميدة تبادر إليها حديقة التجارب الحامة كل سنة، من خلال تنظيم أبواب مفتوحة للجمهور وتحديدا الأطفال، بغية التعرف على ما تحويه الحديقة من حيوانات، إلى جانب التعريف بطرق حمايتها، لاسيما تلك المهددة بالإنقراض، والتي تلجأ إدارة الحديقة إلى تحنيطها بعد وفاتها من أجل تمكين الزوار من الاطلاع عليها. وأضافت محدثتنا قائلة؛ “تبذل إدارة الحديقة مجهودات كبيرة في سبيل الحفاظ على نسل بعض الكائنات، بتشجيع تواجدها في وسطها الطبيعي، ناهيك عن تخصيص فرق بيطرية تشرف على مراقبتها وحمايتها بتلقيحها من مختلف الأمراض التي تصيبها. من بين الأصناف المهددة بالانقراض، تذكر محدثتنا بعض أنواع القرود التي تحرص إدارة الحديقة على تشجيع تكاثرها، حيث قالت؛ “تحوي حديقة الحيوانات بالحامة على 92 نوعا حيوانيا، هذا بغض النظر عن الولادات الجديدة التي نقوم في كثير من الأحيان، بسبب قلة الفضاءات المخصصة للحيوانات، بتقديمها لبعض الحدائق الموجودة على المستوى الوطني، وفي المقابل، نعمل أيضا على جلب أنواع جديدة. كما نحرص على تشجيع تكاثر بعض الأصناف للحفاظ عليها من الانقراض، على غرار التمساح الأمريكي. ومن جملة الورشات المسطرة، ورشة خاصة للتعريف بحيوانات الحديقة، حتى يتسنى لزوار الحديقة وخاصة الأطفال، اكتساب بعض المعلومات العلمية حولها، لاسيما غير المعروفة منها بالجزائر، إلى جانب ورشة التحنيط، وأخيرا ورشة تربية الأسماك التي تعرضها الحديقة كتجربة جديدة، إذ تسمح للأطفال بالاطلاع على طريقة عيش الكائنات المائية والسبل العلمية التي تبقيها حية، لمن يرغب في تربيتها ببيته. تفاعل الأطفال الذين زاروا حديقة الحيوانات بمختلف الأنشطة التي برمجت بالمناسبة، حيث طافوا بمختلف الأجنحة وكلهم فضول لمعرفة أسماء بعض الحيوانات التي عبّر البعض منهم عنها بالقول؛ إنهم يشاهدونها لأول مرة، ومن بينهم الطفلة أمال التي قالت في حديثها “للمساء”، إنها تعرف التمساح، غير أنها تشاهده لأول مرة أمامها، بينما حدثنا البرعم أمين قائلا؛ “أحب كثيرا الأسد ولطالما تمنيت أن أشاهده أمامي”.. بينما قالت الطفلة سعاد؛ “تعتبر النعامة الحيوان المفضل بالنسبة لي، لذا قررت أن أرسمه لأشارك به في مسابقة الرسم، وأضافت؛ “سمحت لي هذه الزيارة بالتعرف على بيضة النعام التي تعد من أكبر البيوض”. وحول أهمية مثل هذه الخرجات الميدانية في تكريس بعض الثقافات لدى الأطفال، على غرار تكريس ثقافة حب الحيوانات، قال محمد كلاش مدير مدرسة علي حمدان ببومرداس؛ إن مدرسته متعودة على تلبية كل الدعوات التي توجه إليها، وذلك لتمكين الأطفال من تلقي المعلومات ميدانيا، بحكم أن هذه الطريقة تجعلهم يعيشون الحدث ويفهمون المقصود بأهمية حماية الحيوانات، خاصة عندما يلتقون بها وجها لوجه، ويكتشفون مدى جمالها وتنوعها ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي. أشركت حديقة تجارب الحامة بعض الجمعيات التي تعنى بحماية الحيوانات والدفاع عنها في نشاطاتها بالمناسبة، ومنها جمعية الرفق بالحيوانات التي أعدت للأطفال برنامجا خاصا بالمناسبة، حيث مكنت الأطفال من الاطلاع على بعض الصور الخاصة بكيفية معاملة الحيوانات، وفي حديثها “للمساء”، قالت رئيسة جمعية الرفق بالحيوانات؛ إن الغاية من الاحتفال هو توعية الأطفال بأهمية حماية الحيوانات وعدم إلحاق الضرر بها، من خلال احترامها لأنها كائنات حية لديها الحق أيضا في العيش، وعلقت قائلة؛ “أريد من خلال هذا اللقاء أن أطلب من الأولياء تربية أبنائهم على احترام الحيوانات، لأن في اعتقادي، التربية تبدأ من الأولياء، وتحبيب الحيوانات للأطفال مسؤولية الأولياء. من جهتها، بادرت جمعية ابن البيطار للطلبة البياطرة لتعريف الأطفال بأهمية عمل البيطري في حماية حياة الحيوان والإنسان، حيث عرضوا بجناحهم بعض الآليات التي يعتمدها الطبيب البيطري في علاج الحيوان من مختلف الأمراض.