صرح مدير حديقة التجارب بالحامة السيد عبد الرزاق زرياط أن الحديقة استقبلت خلال السنة الماضية 05ر1 مليون زائر موضحا أن 649 ألف شخص قاموا بزيارة حديقة التجارب بينما زار 401 ألف شخص حديقة الحيوانات· وأعتبر السيد زرياط بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة مؤخرا الحديقة بمثابة (المتحف البيولوجي) لكونها تضم مختلف الأصناف النباتية الموجودة في العالم، مشيرا إلى أن روادها لا ينبغي أن يتعدوا 8000 زائر دفعة واحدة حفاظا على الحديقة· وتوفر الحديقة لزوارها جوا عائليا مميزا، حيث يسهر على حمايتها مجموعات من أعوان الأمن للسهر على أمن الزوار من جهة وعلى تجهيزاتها وأملاكها من التخريب والتلف، حيث يمنع بداخلها لمس النباتات وحتى مخلفاتها وبذورها لأنها تخضع للدراسة والمعاينة الدقيقة باستمرار· يتميز هذا الفضاء الطبيعي بمناخ خاص حتى عن المناطق المحيط بها حيث تعرف الحديقة جو رطب وبارد شتاء وحار ورطب صيفا وهذا نظرا لقربها من البحر مما يوفر لها الرطوبة المناسبة وحمايتها من التلف بتلة عاتية تحميها من الرياح الجنوبية و هذا ما جعل منها مساحة لمناخ مناسب تعيش فيه مختلف الأنواع والأصناف النباتية والحيوانية ذات الأصول العالمية المختلفة· وتنتظم حديقة التجارب في حديقتين رئيستين واحدة على الطراز الانجليزي وأخرى على الطراز الفرنسي تقطعهما من الشمال إلى الجنوب ثلاثة ممرات رئيسة فممر أشجار (الدراسينا) أو شجرة التنين التي تجعلك تظن وأن أشجاره ستطبق عليك لترابطها الشديد فيما بينها وقربها من الأرض· أما الممر المخصص للأشجار الطائرة أي (لي بلاطان) فإن الأعناق تشرئب من تلقاء نفسها إلى السماء وذلك لعلوها وشموخها بحثا عن السر الذي تتميز به وهذا خلافا لرواق أشجار (لي فيكيس) أوما يسمى اللبخ حيث يشعر المرء فجأة وكأن الظلام قد حل وهو في عز النهار بسبب التشابك الكبير لهاته الأشجار وتدلي فروعها مما جعلها إبان الحقبة الاستعمارية تشتغل في تصوير مشاهد السينيمائية لاسيما أفلام طرازان· وحتى يشعر الزائر بمتعة أكثر وفرجة أحلى وهو في وسطها فإن المشرفين عليها يقومون من حين لآخر بتنظيم احتفالات في المناسبات المتعلقة بالحفاظ على البيئة والمحيط وكذا عيد الشجرة واليوم العالمي للتنوع البيئي واليوم العالمي للمناطق الرطبة حيث تقام معارض وورشات تكوينية حول الكائنات الحية والأغطية النباتية الموجودة بالحديقة· ولإثراء هذه الحديقة بمزيد من الأشجار والنباتات النادرة فإن المشرفين عليها يقومون دوريا باللجوء إلى عمليات تبادل مع باقي الحدائق على المستوى الوطني والدولي، بحيث تم سنة 2011 اقتناء ما يقارب 479 نبتة وتصدير 258 صنف آخر· والشيء الذي لا يمكن أن يغيب عن بال زائر الحديقة هو المتعة والفرجة التي تحتويها ففيها المناظر الباهرة التي تحير الألباب والحيوانات التي لن يتم العثور عليها في غيرها من الحدائق الوطنية الأخرى وحتى في مختلف حدائق باقي الدول· ومن بين الكائنات الطريفة الموجودة بالحديقة والتي تعرف زوارا كثيرين الحديقة يوجد (ناتاشا) أنثى الدب المعمرة والببغاء (فرانكي) الذي يعرف اسمه جيدا ويستجيب بالحضور عند مناداته به ويكرره مع الزائرين· وللتذكير أنشئت حديقة الحامة سنة 1832، وتتربع حاليا على مساحة 32 هكتارا وتحتوي على أكثر من 1200 نوع نباتي تتزايد سنويا باستمرار بفضل عمليات الاقتناء المتواصلة التي تقوم بها الحديقة سواء من الأصناف الموجودة في مختلف ربوع الوطن أومن مختلف بقاع العالم· للإشارة، فقد أعيد فتح حديقة التجارب أمام الزوار سنة 2009 بعدما خضعت لعملية ترميم وتحديث لهياكلها لمدة خمس سنوات كما تدعمت بمدرسة لتكوين الأطفال وكذلك مجلس علمي يسهر على مراقبة نشاطات الحديقة ويعمل على العناية بالموجودات من نباتات وحيوانات·