تناقلت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العربية والعالمية خبر وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد على أولى صفحاتها نهار أمس حيث أثنت على إنجازات الرجل وما حققه خلال عهدته الرئاسية في مختلف المجالات لاسيما السياسي، حيث أجمعت على أنه الرجل الذي وضع حداً للأحادية وفتح الطريق نحو التعددية الحزبية، المكسب الذي جعل من الجزائر البلد الأول في الوطن العربي الذي شق طريق الديمقراطية في أول ربيع عربي تشهده المنطقة من 24 سنة مضت. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "القبس" الكويتية في صدر صفحاتها أمس تحت عنوان "8 أيام حداداً بالجزائر على وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد "أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعلن الحداد لمدة ثمانية أيام حزنا على وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي توفى عن عمر يناهز 83 عاماً، وجاء في المقال أن الجزائر عرفت في عهد الشاذلي بن جديد - الذي تولى الحكم من فبراير 1979 إلى يناير 1992 - تحولات سياسية كبرى نقلت البلاد من نظام الحزب الوحيد إلى التعددية الحزبية والسياسية. من جهتها نقلت صحيفة "الرياض" السعودية خبر وفاة الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد واكتفت بالقول أن صحة الرئيس الجزائري الأسبق تدهورت منذ أكثر من أسبوع حيث نقل للمستشفى ليوضع تحت العناية المركزة وأن الراحل حكم الجزائر منذ وفاة الرئيس هواري بومدين عام 1979 واستمر في السلطة حتى عام 1992 وكان ثالث رئيس للبلاد بعد استقلال الجزائر عام 1962م. ونقلت صحيفة "الأهرام" المصرية خبر رحيل الرئيس الثالث في تاريخ الجزائر استنادا إلى وسائل الإعلام الجزائرية مشيرة إلى أن المرحوم كان يتمتع بصحة جيدة أثناء فترة حكمه التي امتدت من 1979 إلى 1992، حيث كان يمارس عدة رياضات منها الصيد البحري والغطس إلى أن أصيب بمرض سرطان الجلد الذي صارعه طويلاً حتى الوفاة. وكتبت صحيفة "الشرق الأوسط" أن الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد توفي بالمستشفى العسكري بالعاصمة متأثراً بمرض خطير عانى منه سنوات طويلة، وتزامن موته مع الذكرى ال 24 لما يسمى بالربيع الجزائري الذي فتح الباب واسعاً في عهده للانتقال من الأحادية إلى التعددية، مشيرة بالمناسبة إلى أن الشاذلي يعتبر من أبرز رجال الدولة الذين تعاقبوا على الحكم، وفي عهده انتقلت الجزائر من حكم الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية ومن الانتخابات التي هيمن عليها حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان يجسد الدولة ،إلى أطياف سياسية متعددة شاركت في مختلف الاستحقاقات.
الصحافة الغربيةوالأمريكية تصفه برجل الإصلاحات وحيت الصحافة الأمريكية من جهتها الرئيس الراحل، الذي وصفته في مقالاتها برجل الإصلاحات وأبو الديمقراطية، حيث تناولت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية مسيرة الرجل منذ تقلده الحكم بعد رحيل الرئيس هواري بومدين في سنة 1979 إلى غاية أحداث أكتوبر 1988 التي انتهت بدخول الجزائر عالم التعددية الحزبية بفضل الشاذلي بن جديد، هذا الأخير الذي وصفته بالرجل البراغماتي والمتمسك بإسلامه وبوطنيته. ونشرت الصحيفة صورة الشاذلي رفقة عمدة أشهر مدينة كاليفورنية "توم برادلي" عام 1985 مشيرة إلى أنه كان أول رئيس جزائري قام بزيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما عادت الصحيفة الأمريكية إلى حادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين ال 52 في السفارة الأمريكية بطهران سنة 1981 والدور الحاسم الذي لعبه الشاذلي في الإفراج عنهم، وهو الدور الذي أبرز مدى نضج وقوة الدبلوماسية الجزائرية التي كان يقودها آنذاك الدبلوماسي المحنك المرحوم محمد الصديق بن يحي. وتحت عنوان "وفاة الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد" كتبت صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها صدر أمس الأحد أن بن جديد كان المبادر للانفتاح الديمقراطي الذي توج بصدور دستور تعددي في فيفري 1989، تنازل عن قيادة الحزب العتيد والوحيد "الأفلان" في 1991 ليستقيل بعد ذلك في 11 جانفي 1992.