أجمعت ردود أفعال الأحزاب السياسية، على الفضل الكبير للرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد، في الانتقال بالجزائر من الأحادية إلى التعددية الحزبية، التي انبثقت عنها هذه الأحزاب المتواجدة حاليا، واعتبرت معظم الأحزاب الناشطة على الساحة الوطنية أن الفقيد كان رجلا مخلصا لوطنه، مشيدة بتاريخه الناصع قبل الاستقلال وبعده. وعزّت أغلب التشكيلات السياسية عائلة الشاذلي والشعب الجزائري في رحيل الرئيس الثالث في تاريخ الجزائر المستقلة، الذي توفي بالعاصمة أول أمس عن عمر ناهز 83 سنة. بلخادم: الجزائر والأفلان فقدا أحد رجالاتهما اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، رحيل الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي كان يشغل أيضا منصب الأمين العام الأسبق للأفلان، بأنه فقدان لواحد من المناضلين الأوفياء لحزبه ووطنه ورائد من رواد الجهاد، الذين ساهموا في ثورة نوفمبر وبناء الدولة الجزائرية المستقلة. وقال بلخادم "لقد فقدنا في المرحوم الرئيس الشاذلي بن جديد المجاهد والمناضل، المخلص الوفي لوطنه الجزائر ولأمته العربية الإسلامية وقد خسرت فيه الجزائر ابنا بارا شب على الوطنية الصرفة والإخلاص في العمل والتفاني في أداء الواجب الوطني". وأشاد الأمين العام للأفلان بماضي الرجل، معتبرا أنه أبلى بلاء حسنا خلال ثورة التحرير المباركة، وكذلك بعد الاستقلال ضمن مؤسسات الدولة المستقلة الحديثة، مضيفا أن الشاذلي كان في كل المواقع التي شغلها متمرسا في الدفاع عن حقوق أبناء وطنه، متحليا بالشجاعة والوعي، نابذا للعنف، حريصا على جمع كلمة الجزائريين حول ما يجمعهم من مبادئ وأهداف، خاصة في ظل التحولات باتجاه الديمقراطية التعددية والانفتاح على العالم. وختم بلخادم رسالته بالقول إن الرئيس الشاذلي سيبقى قدوة ومثلا يحتذى به من قبل الأجيال، التي ستظل تذكره باعتزاز وافتخار. حمس: الشاذلي كان رجل الديمقراطية في الجزائر من جهتها، أثنت حركة مجتمع السلم على الفقيد، واصفة إياه برجل الديمقراطية في الجزائر، حيث ذكرت الحركة في بيان لها بالخصال الحميدة للفقيد أثناء توليه الحكم والطريقة التي واجه بها الفترة العصيبة التي عاشتها الجزائر في الثمانينات، لما تهاوت أسعار النفط وانتفض الشارع في أكتوبر 1988، وقالت حمس إن الفقيد ورغم ذلك اتسم بالبساطة ورباطة الجأش والتلقائية وبقي محافظا على سلامة صدره من الأحقاد والضغائن تجاه مكونات الطيف السياسي والشعبي بالجزائر. الأرندي: الراحل كان عمودا من أعمدة الوطنية أما التجمع الوطني الديمقراطي، فاعتبر رحيل الشاذلي خسارة كبرى للأمة الجزائرية قاطبة، وسقوط عمود من أعمدة الوطنية من جيل نوفمبر الأغر، وقال الارندي في بيان له "إن القدر شاء والجزائر تحتفل بخمسينية استقلالها، أن تفقد ابنا بارا من أبنائها الأشاوس، نذر حياته وأفنى شبابه في خدمة بلاده بكل إخلاص وتفان وبكل وطنية عطرة". كما ذكر الأرندي بتاريخ الرجل وقال إنه "سخّر نفسه مجاهدا وثائرا مع جيل نذره الله لهذه الأمة لتحقق خلاصها من استعمار آثم، فكان من أبرز ضباط جيش التحرير الوطني، ثم واصل مسيرته بكل تفان وإخلاص في تكوين وترسيخ قواعد الجيش الشعبي الوطني بعد الاستقلال، ثم حباه الله بشرف المشاركة الفعالة في مسيرة البناء الوطني وتأسيس وترصيص أسس الدولة الجزائرية المستقلة، ثم بعد ذلك قيادة البلاد رئيسا للدولة لما يربو عن عقد من الزمن، فكان نعم الوطني، ونعم الرئيس البار". حزب الحرية والعدالة : التعددية علامة فارقة في تاريخ الشاذلي أكد حزب الحرية والعدالة في بيان له أمس، أن الجزائر بفقدانها للشاذلي تكون فقدت أحد رجالاتها البارزين، الذين نالهم شرف المساهمة في تحريرها وتحملوا مسؤولية قيادتها ومسؤولية القرار فيها. وأشاد حزب الوزير محمد السعيد بتاريخ الرجل وسجل للفقيد محاولته قيادة البلاد باتجاه التغيير والإصلاح والانتقال بالممارسة السياسية والديمقراطية إلى مجال أوسع يستوعب كل التيارات السياسية والقوى الاجتماعية، كانت علامته البارزة التعددية الحزبية والنقابية والإعلامية وإطلاق حرية المبادرة الاقتصادية. كما لم يفت الحرية والعدالة التذكير بمشاركة الشاذلي في الثورة، واعتبر ان الفقيد كان له نصيب في الكثير من لحظات عزة الجزائر إلى أن ترك الحكم في جانفي 1992 بمحض إرادته بعد أن تسلمه بطريقة دستورية سنة 1979 لخلافة هواري بومدين. النهضة: الرئيس الراحل رمز من رموز الوطنية من جهتها اعتبرت حركة النهضة وفاة الشادلي "فقدانا لرمز وطني مخلص قدم لبلده ولشعبه ما يستحق من جهد وتضحيات". وأعربت الحركة في برقية تعزية، عن بالغ حزنها بعد تلقيها نبأ وفاة الرئيس الثالث في تاريخ الجزائر، حيث تقدمت بخالص تعازيها إلى عائلة الفقيد والأسرة الثورية والشعب الجزائري.