الشاذلي.. وداعا فقدت الجزائر، أمس السبت، وللأبد، ثالث رؤسائها بعد الاستقلال الشاذلي بن جديد، الذي انتقل إلى رحمة الله عن عمر يناهز ال83 سنة بالمستشفى العسكري محمد الصغير النقاش بعين النعجة في الجزائر العاصمة، بعد أن تدهورت حالته الصحية، حيث أدخل إلى هذا المستشفى منذ ازيد من اسبوع حيث خضع الى العناية المركزة. وبعد ساعات قليلة من انتشار أخبار عن دخوله في غيبوبة تامة، حملت أمسية السبت الحزين خبرا مفجعا يؤكد وفاة الرئيس الشاذلي بن جديد، الذي يفضل البعض وصفه ب"أب الديمقراطية" في الجزائر، بعد شهور قليلة من وفاة الرئيس الأول للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة. الشاذلي بن جديد، من مواليد 14 أفريل 1929 في قرية بوثلجة بولاية عنابة، وكان الرئيس الثالث للجزائر بعد الاستقلال، بعد كل من الراحلين، أحمد بن بلة وهواري بومدين. وكان بن جديد وزيرًا للدفاع من نوفمبر 1978، وحتى فيفري 1979. وأصبح بعد وفاة هواري بومدين رئيسًا للجزائر. وتميزت فترة حكم الرئيس الشاذلي، بانفتاح اقتصادي كبير، لم تعهده البلاد التي كانت تسير في فلك المعسكر الشرقي، كما تميزت فترته بانفجار اجتماعي وقع في أكتوبر من عام 1988. وأدت الأحداث المتسارعة في الأيام الأولى من شهر أكتوبر من تلك السنة، إلى تغيير جذري في حياة الجزائريين، حيث انتقلت الجزائر من حالة الأحادية الحزبية (حزب جبهة التحرير الوطني) إلى عهد التعددية الحزبية التي أقرها دستور فيفري 1989. وفي يوم الحادي عشر من جانفي 1992، لم تكن عادية على الإطلاق، وبحلول المساء، وفي حدود الساعة الثامنة مساء بتوقيت الجزائر، بثت نشرة "الثامنة" على التلفزيون الجزائري، مشهد الرئيس الشاذلي بن جديد وهو يعلن تنحيه من المنصب. ولم يكتف الرئيس الشاذلي بالاستقالة بل أعلن عن حل البرلمان أيضا، وهو ما أدخل الجزائر بسرعة في مرحلة فراغ دستوري وقانوني، تبعته أزمة سياسية وأمنية عنيفة تسببت في مقتل عدد غير قليل من الجزائريين. وحافظ الراحل بن جديد على وقاره واحترامه، بعد مغادرته لرئاسة الجمهورية، وقد التقى في أكثر من مناسبة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي حرص على إنزاله منزلته التي يستحقها كمجاهد ورجل دولة ناضل من أجل تحرير الجزائر، ثم من أجل بنائها.. فوداعا يا رئيس الجزائر ومجاهدها الفذ..