رغم أن المجلس الشعبي البلدي لمفتاح بولاية البليدة، تمكّن من تجسيد عدة مشاريع تنموية، إلا أن السكان لا يزالون يواجهون عدة نقائص تشهدها معظم الأحياء التابعة لها، مشيرين إلى أن ما تم تحقيقه غير كاف، إضافة إلى بعض المشاريع التي لم ُتجسّد بعد على أرض الواقع، وطالب المجتمع المدني مصالح بلدية مفتاح باستكمال المشاريع العالقة وبرمجة أخرى من شأنها تحسين الإطار المعيشي لسكان المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بتهيئة الأحياء وتنظيفها، مع تهيئة محطة النقل التي لا زالت تشهد وضعية غير لائقة. وصرح بعض مواطني بلدية مفتاح ل«المساء»، أن عدة أحياء تشهد وضعية لا بأس بها، بعد أشغال التهيئة التي باشرت بها مصالح البلدية، مثل حي 200 مسكن، حيث قال ممثل الحي السيد «محمد. ك« في هذا الشأن: «لقد برمجت بلدية مفتاح الحي في أجندتها التنموية وقامت بتهيئته، حيث نظفته من النفايات التي كانت منتشرة بشكل عشوائي هنا وهناك، ونصبت حاويات لوضع القمامة، كما قامت بتوفير فضاء ووسائل لعب للأطفال، ومساحات خضراء صغيرة الحجم، مضيفا أن عدة أحياء أخرى تابعة للبلدية عرفت عملية تهيئة وتوسيع شاملة، تمثلت في إعادة طلاء البنايات وتطهير قنوات الصرف الصحي؛ كأولاد علال، حي «لاصاص» وحي «20 أوت»، ورفع القمامة المترامية على الطرقات، إلى جانب نصب حاويات لجمع النفايات.
الطريق والضروريات مطلب السواكرية وأضاف المواطنون أنه في المقابل، تشهد بعض الأحياء نقائص بالجملة؛ على غرار أولاد حناش، السواكرية، الصفصاف، الترايكية، سيدي حماد وغيرها، حيث يعيشون باستمرار حياة صعبة بسبب غياب ضروريات الحياة، خاصة المياه الصالحة للشرب، غاز المدينة وغيرها، ولذلك، فالبرامج الإنمائية التي كانوا يتوقعون تجسيدها خلال العهدة المحلية التي تشرف على الانتهاء، لم تتجسد على أرض الواقع، آملين أن يكمل المجلس البلدي المقبل تجسيدها وبرمجتها ضمن أجندته، ومن بين النقائص التي تحدث عنها المجتمع المدني بمفتاح؛ نقص المياه الصالحة للشرب، إذ لا تزال بعض الأحياء تواجه نقصا في التزود بالمياه الصالحة للشرب ولا تتزود به إلا مرتين في الأسبوع، ومنها حي 20 أوت، «أس أن أم سي» وغيرها، أما الأحياء البعيدة فلا يزال قاطنوها؛كالترايكية، الصفصاف وسيدي حماد، يخاطرون بأبنائهم الذين يتوجهون كل يوم إلى أحياء أخرى بحثا عن المياه، أو يضطرون إلى اقتناء مياه الصهاريج بأسعار باهظة.
الترايكية يتطلعون إلى التزود بالغاز وتوفير الإنارة العمومية وأشار ممثلون من عدة أحياء، أن مشكل انعدام غاز المدينة لا يزال مطروحا منذ عدة سنوات ببعض الأحياء؛ كأولاد حناش والترايكية، وقال ممثل عن حي الترايكية السيد «حمدان. ك« إن بعض السكان يضطرون إلى اقتناء قارورات غاز البوتان بأثمان باهظة لاستعمالها في مختلف حاجياتهم؛ كالطبخ والغسل.وتحدث المواطنون أيضا عن وضعية الطرقات ببعض الأحياء، كتلك المتواجدة بضواحي مدينة مفتاح، والتي تشهد مسالكها وطرقها الرئيسية وضعية لا تحسد عليها، فهي مملوءة بالحفر تتحول إلى برك وأوحال في فصل الشتاء، وإلى مصدر للغبار المتطاير في فصل الصيف، مشيرين إلى أن بعض الأحياء عرفت في الآونة الأخيرة عملية تهيئة وتطهير. إلى جانب هذا، لا يزال سكان بعض الأحياء؛ كالترايكية والصفصاف، يواجهون مشكل انعدام الإنارة العمومية، حيث اضطر البعض إلى الاستعانة بالأسلاك الكهربائية بطريقة عشوائية. على صعيد آخر، قال عضو من جمعية المنار، السيد «مولود. ج«، أن مصالح البلدية أدرجت مؤخرا مشروع إعادة إنجاز شبكة الصرف الصحي ببعض الأحياء، حيث انتهت الأشغال ببعضها، بينما بقيت أحياء أخرى - حسبه - تنتظر استكمال تهيئة محطة النقل، مطلب السكان. كما أشار بعض سكان بلدية مفتاح الذين التقيناهم بمحطة النقل بوسط المدينة، أن المحطة لم تشهد أي تهيئة بعد، رغم أنها كانت مدرجة ضمن مشاريع التهيئة منذ مجيء المجلس الحالي، مضيفين أنها ازدادت تدهورا في غياب أدنى شروط الراحة للمسافرين الذين يتوافدون عليها بغية التنقل لجهات معنية، باعتبارها المحطة الوحيدة التي تربط بين البلديات المجاورة لمفتاح؛ كبومعطي، خميس الخشنة والأربعاء، إضافة إلى الخط الرابط بين البلدية والجزائر العاصمة، والخط المؤدي إلى مدينة البليدة، مطالبين مصالح البلدية بتهيئتها وتكليف أعوان بها بغية تنظيم التنقل وتوقف الحافلات التي -حسب السكان- تتوقف عشوائيا، بالإضافة إلى غياب لافتات تدل على الاتجاهات، مما يجعل المسافر في رحلة بحث عن الوجهة المقصودة، هذا فضلا عن غياب أعوان الأمن، إضافة لتحولها إلى مصدر للغبار المتطاير في فصل الصيف وبرك من الأوحال عند تهاطل الأمطار.
الحاجة إلى مرافق ترفيهية وذكر لنا سكان مفتاح أنهم يطالبون ويلحون على ضرورة إنجاز مرافق ترفيهية يتنفسون من خلالها الصعداء، خاصة خلال أيام الربيع، فلا توجد مساحات خضراء ولا ملاعب، باستثناء واحد لكرة القدم، حيث أصبح الأطفال والمراهقون يستعملون أحياء العمارات أو بعض المساحات الشاغرة للعب رغم خطورتها، إلى جانب نقص الحدائق وبعض الأماكن الخاصة بتجمع المواطنين والجلوس فيها، مطالبين أيضا بتهيئة السوق البلدية التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط.
بطاقة فنية لبلدية مفتاح مفتاح مدينة صغيرة في شمال الجزائر، تقع على بعد 26 كلم من الجزائر العاصمة وعلى بعد 41 كلم من مدينة البليدة، هي إحدى بلديات ولاية البليدة وعاصمة دائرة مفتاح، يجاورها كل من الحراش (ولاية الجزائر) ومطار الجزائر العاصمة (الهواري بومدين) شمالا، ومدينة الأربعاء (ولاية البليدة) و بلدية خميس الخشنة (ولاية بومرداس) شرقا، ومن الجنوب بلديتي صوحان والجبابرة بولاية البليدة، هي بلدية سميت بهذا الاسم نسبة للشهيد سي مفتاح، وكانت تسمى «بقالم» كانت تقطنها قديما 43 عائلة، قبل أن تحول في الفترة الاستعمارية إلى ريفي «rivet» نسبة لجنرال فرنسي، أما الآن فتقدر كثافتها السكانية بأكثر من 80 ألف نسمة، وقد شهدت بلدية مفتاح تقدما ملحوظا نوعا ما بعد العشرية السوداء في التسعينات، واليوم بدأت المدينة في التوسع، نظرا لإقبال العائلات الكبير، التي للسكن بها من كل مناطق الوطن، خاصة من العاصمة.وتشتهر هذه البلدية بمصنع الإسمنت وبعض المصانع الأخرى، رغم أن طابعها زراعي بالدرجة الأولى نتيجة تواجدها في سهل متيجة.