أبرز وزير الداخلية الفرنسي، السيد مانويل فالس، توافق وجهات النظر بين الجزائروفرنسا بشأن الوضع في منطقة الساحل، مؤكدا بأن العلاقات بين البلدين يميزها تعاون مثمر ورفيع النوعية. وأوضح الوزير الفرنسي الذي أنهى، مساء أمس، زيارة العمل التي قام بها للجزائر أن المباحثات التي جمعته مع وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي والتي تناولت الوضع في منطقة الساحل، سمحت بتأكيد توافق وجهات نظر البلدين ودبلوماسيتيهما، حول الوضع في الساحل. وأشار إلى انه تطرق أيضا مع السيد مدلسي إلى التعاون الثنائي، معتبرا هذا التعاون "مثمرا ورفيع النوعية"، ومؤكدا بأن فرنساوالجزائر "مقتنعتان بأن هذه الزيارة تعتبر فرصة سانحة لمرحلة جديدة في العلاقات بينهما". وعن سؤال حول تهديد حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" بقتل الرهائن الفرنسيين ذكر السيد فالس برد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على هذه التهديدات، وإذ أبرز الضرورة الملحة لتحرير هؤلاء الرهائن "قبل فوات الأوان"، أشار الوزير الفرنسي إلى أن "فرنسا لن ترضخ لأي تهديد في هذا المجال". وقد استقبل وزير الداخلية الفرنسي، أمس، من قبل الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، حيث جمعت الطرفين محادثات تناولت حسب بيان الوزارة الأولى، تقييم التعاون الثنائي وقضايا أخرى ذات الاهتمام المشترك. كما استقبل قبل ذلك من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد الله غلام الله الذي أكد بالمناسبة اهتمام الجزائر بمسلمي فرنسا وخدمتها لاحتياجاتهم وتطلعاتهم. وأوضح السيد غلام الله في تصريح للصحافة أن محادثاته مع وزير الداخلية الفرنسي تناولت وضع الإسلام والمسلمين في فرنسا، مبرزا بالمناسبة رغبة الجزائر في الاستجابة لاحتياجات وتطلعات مسلمي هذا البلد ومساعدتهم على ممارسة ديانتهم في سكينة وهدوء، لا سيما من خلال إرسال أئمة مكونين ومؤهلين.ومن جانبه، أبرز السيد فالس الدور الأساسي الذي يلعبه مسجد باريس الكبير في خدمة الإسلام في فرنسا، مشيرا إلى أن هذا الصرح الراسخ بعمق في تاريخ فرنسا "يعد رمزا حيا، ليس في الماضي فحسب ولكن أيضا من أجل حاضر ومستقبل الإسلام في بلدنا". وأوضح في نفس الصدد أن هدف فرنسا يكمن في تمكين الفرنسيين والفرنسيين الجزائريين والجزائريين المقيمين بفرنسا من ممارسة ديانتهم بكل هدوء وسكينة ونزع الطابع السياسي نهائيا عن هذه المسائل، مؤكدا وجود توافق كبير في وجهات النظر بين البلدين في هذا المجال. وكان وزير الداخلية الفرنسي أبرز لدى وصوله إلى الجزائر أول أمس أهمية العلاقات التي تجمع البلدين، مؤكدا بأن هذه الأخيرة تتميز بنوعية رفيعة في مجالات عديدة. وذكر بأن زيارته تهدف بالأساس إلى التحضير لزيارة الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند إلى الجزائر والمرتقبة مطلع شهر ديسمبر المقبل، غير مستبعد في الوقت نفسه أن تتناول محادثاته مع المسؤولين الجزائريين مختلف الملفات الحساسة محل انشغال البلدين، وفي مقدمتها الأزمة في مالي ومسألة التنقلات وإشكالية الهجرة، علاوة على ملفات كبرى تخص وزارتي الداخلية في الدولتين أبرزها مكافحة الإرهاب. وفي هذا الخصوص أشار المسؤول الفرنسي إلى أن مكافحه الإرهاب باتت خلال هذه الأيام تمس فرنسا بشكل مباشر، وأشار إلى معاناة الجزائريين مع هذه الآفة، قائلا "أنا اعرف الثمن الذي دفعه الجزائريون للإرهاب". وللإشارة، فقد شكلت الملفات المذكورة محور المحادثات التي جمعت وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية ونظيره الفرنسي السيد مانويل فالس، خلال اليومين اللذين استغرقتهما زيارة الوزير الفرنسي إلى الجزائر، وتوسعت محادثات الطرفين إلى أعضاء وفدي البلدين اللذين ضما عن الجانب الجزائري قائد الدرك الوطني اللواء احمد بوسطيلة والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل والمدير العام للحماية الوطنية مصطفى لهبيري وكذا ممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية، ومن الجانب الفرنسي كل من المدير العام للدرك الوطني الفرنسي التابع لوزارة الداخلية عميد الجيش جاك مينيو والمدير العام للأمن المدني وتسيير الأزمات السيد جان بول كيهل.