من المقرر أن يعود كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للامين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، ضمن جولة جديدة إلى المنطقة في مسعى متجدد لبحث سبل احتواء النزاع الصحراوي. وأعلن مارتين مسيركي، المتحدث باسم الأمين العام الأممي، أن كريستوفر روس سيتوجه إلى شمال إفريقيا وأوروبا في الفترة الممتدة من ال 27 أكتوبر الجاري إلى ال 15 نوفمبر القادم "سيتم التركيز خلالها على تبادل وجهات النظر مع المحاورين الأساسيين حول طريقة تسريع التطورات نحو الهدف الرئيسي المتضمن في لوائح مجلس الأمن المتتالية، وبعبارة أخرى حلا سياسيا يقبله الطرفان يسمح للشعب الصحراوي بتقرير المصير"، كما أكد أنه عند عودة روس من هذه الجولة، التي تدوم ثلاثة أسابيع سيطلع مجلس الأمن الدولي على نتائج مهمته. وبينما سارعت جبهة البوليزاريو للتعبير عن ترحيبها بزيارة روس الجديدة وتأكيد تعاونها التام معه، فضلت السلطات المغربية التزام الصمت وهي التي سبق وأن سحبت ثقتها من المبعوث الأممي بدعوى انحيازه إلى الطرف الصحراوي. وقال أحمد بوخاري، ممثل جبهة البوليزاريو لدى منظمة الأممالمتحدة إن الطرف الصحراوي "ينتظر باهتمام كبير زيارة كريستوفر روس، الذي سيلقى كالعادة كل التعاون من طرف جبهة البوليزاريو"، لكنه حذر من احتمالات تطبيق المغرب لاستراتيجيته بوضع العقبات لإفشال هذه المهمة. ويأتي الإعلان عن الجولة الجديدة للدبلوماسي الأمريكي يومين بعد مصادقة لجنة منظمة الأممالمتحدة المكلفة بمسائل تصفية الاستعمار على مشروع لائحة حول الصحراء الغربية يؤكد مسؤولية الأممالمتحدة إزاء الشعب الصحراوي. وسبقت زيارة روس إلى المنطقة زيارة الأمين العام المساعد لمنظمة الأممالمتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام هيرفي لادسوس، الذي زار الأسبوع الماضي ولأول مرة منذ 14 سنة مدينة العيونالمحتلة وتفقد المقر المركزي لبعثة المينورسو، كما التقى بمخيمات اللاجئين الصحراويين الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز. يذكر أن زيارة روس كانت مقررة منتصف ماي الماضي وكانت تشمل حتى المدن المحتلة لكنها تعطلت بسبب قرار السلطات المغربية بسحب الثقة منه بذريعة أنه منحاز للجانب الصحراوي. تزامنا مع ذلك، اختتمت نهاية الأسبوع بمقر المجلس الشعبي الوطني الدورة التكوينية الثانية لفائدة أعضاء وموظفي المجلس الوطني الصحراوي، التي انطلقت نهاية سبتمبر الماضي. وأشرف رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة على حفل تسليم الشهادات للمستفيدين من هذه الدورة التكوينية والبالغ عددهم 32 شخصا ما بين عضو برلماني وموظف في المجلس الوطني الصحراوي. وقد تابع المشاركون في هذه الدورة، التي دامت 19 يوما برنامجا تكوينيا اشتمل على عدة محاور تتعلق أساسا ب«تاريخ النظام البرلماني والقانون الدستوري والبرلماني والمسار التشريعي في الجزائر وفي العالم وكذا التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال". من جهة أخرى، أشاد وزير الصحة الصحراوي محمد لمين دادي خلال زيارته إيطاليا بالمجهودات التي يقدمها المستشفى الجامعي لمودان في التكفل بعلاج الأطفال الصحراويين بمخيمات اللاجئين. وقال إن هذا المستشفى "القريب من الشعب الصحراوي" يساهم منذ سنة 2009 مع جمعية التضامن مع الشعب الصحراوي "لقداف قبارة" بمودان في مشروع علاج حصى الكلى لفائدة الأطفال الصحراويين الذين يعانون من هذا المرض. وفي سياق التضامن مع الشعب الصحراوي، دعت جمعيات للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابات وأحزاب سياسية فرنسية إلى تنظيم تجمع اليوم بباريس لمطالبة الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة بالعمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين. ويهدف هذا التجمع المنتظر تنظيمه في ساحة تروكاديرو ثم أمام سفارة المغرب بالعاصمة الفرنسية، إضافة إلى المطالبة بتحرير المعتقلين السياسيين إلى لفت الانتباه حول محاكمة 23 معتقلا سياسيا صحراويا في سجن سلا من قبل محكمة عسكرية. وسيدعو المتظاهرون أيضا إلى "إيقاف القمع في الأراضي الصحراوية المحتلة واحترام حقوق الإنسان بها" وإلى إقامة "آلية دولية" لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.