يبدو أن حملة التنظيف الواسعة التي أطلقت على مستوى 57 بلدية بالجزائر العاصمة أثمرت بالإيجاب، بعدما طبقت التعليمة بحذافرها، بدليل أن العملية لا تزال متواصلة في مختلف الأحياء، وهو الأمر الذي وقفت عليه «المساء» خلال خرجاتها الاستطلاعية لمدن العاصمة منها الشراقة، بني مسوس، بن عكنون، جسر قسنطينة، برج الكيفان والدار البيضاء، لكن في المقابل لا تزال بعض المناطق بالعاصمة تشكو لامبالاة المواطن الذي يحوّل المساحات العمومية إلى مفرغات عمومية تزامنا مع عيد الأضحى، وهو ما لاحظناه بكل من باش جراح، الحميز وواد قريش التي انتشرت بها نقاط البيع العشوائي للأضاحي. استحسن سكان العاصمة فكرة مخطط التطهير والقضاء على النقاط السوداء تحت شعار «بلديات نظيفة وعاصمة بيضاء» الذي أشرفت عليه مصالح النظافة بالتعاون مع مصالح البلديات، حيث نجحت مؤسسة جمع النفايات المنزلية بالعاصمة ‘'ناتكوم'' وأعوان البلديات في تجسيد وعودها بشأن تطهير أحياء البلديات، وأكدت الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى مختلف الأحياء بالعاصمة منها؛ جسر قسنطينة، الشراقة، بني مسوس، بن عكنون، دالي إبراهيم، بوزريعة وبرج الكيفان أن السلطات المعنية تمكنت من تجسيد وعودها، حيث اختفت تلك النفايات التي كانت تشوّه منظر أغلبية مدن العاصمة. العاصميون يطالبون بمخطط دائم لمعالجة النفايات أعرب العديد من المواطنين الذين التقيناهم بمختلف أحياء العاصمة، عن ارتياحهم للمجهودات التي تبذلها السلطات الولائية بالتنسيق مع مؤسسة ‘'ناتكوم'' وأعوان البلديات للقضاء على النقاط السوداء بالعاصمة وضواحيها، إلى جانب تطهيرها من المفرغات العمومية، متمنين أن تستمر هذه المبادرة خلال الأيام العادية، حيث ذكر أحد المواطنين بحي «1 نوفمير 1954» بالشراقة أنه لأول مرة تنجح السلطات المحلية في تطهير الساحات العمومية والقضاء على النفايات، على أمل أن تتواصل مثل هذه المبادرات المجدية، وأكد أحد المواطنين ب»بني مسوس» بالقرب من المستشفى الجامعي، أن أعوان النظافة باشروا عملهم بدون انقطاع منذ انطلاق الحملة التطهيرية، الأمر الذي نتجت عنه صورة إيجابية تتمثل في محيط نظيف، يستوجب على المواطن المحافظة على جماله ونظافته. نفس الانطباع لمسناه لدى سكان شوفالي، بن عكنون ودالي إبراهيم، حيث أكدت لنا إحدى المواطنات أن أعوان النظافة جسدوا وعودهم وطبقوا شعارهم على أرض الواقع «بلديات نظيفة والعاصمة بيضاء»، كما تؤكد شهادة أحد المواطنين من بلدية برج الكيفان أن مخطط تطهير العاصمة بدأت بوادره تظهر على أرض الواقع، حيث تمكنت مصالح النظافة من تطهير مختلف الأحياء. إزالة الأسواق الفوضوية يعيد البسمة للمواطن استرجعت بعض بلديات العاصمة بريقها عقب عمليات التطهير التي قامت بها السلطات المحلية للقضاء على الأسواق الفوضوية، حيث أعرب سكان بعض الأحياء الشعبية التي زارتها «المساء» بباش جراح وجسر قسنطينة عن ارتياحهم للإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة للقضاء على النقاط السوداء، أهمها الأسواق الفوضوية، وقال أحد المواطنين إن بلدية باش جراح استرجعت وجهها اللائق بفضل الجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية، واعتبر التجارة الموازية من أكبر النقاط السوداء التي نجحت الدولة في القضاء عليها، وأيده آخر قائلا؛ إن العاصمة فقدت وجهها الحقيقي بسبب الأسواق غير الشرعية التي لوثت محيط أغلبية البلديات بعرض مختلف السلع بالمساحات العمومية وفي مختلف الأماكن، دون مراعاة المخلفات السلبية التي يتركها البائع وراءه، واستحسن الفكرة على أمل ألا تعود مجددا على أرض الواقع، ونفس الانطباع لمسناه عند سكان بلدية جسر قسنطينة الذين طالبوا السلطات المعنية بتشديد الرقابة على التجار غير الشرعيين لتفادي عودتهم إلى العمل بالطرق غير الشرعية، مع تلويث المساحات العمومية من جديد، بعدما أصبحت الشوارع والأحياء خالية من أكوام القمامة التي يخلفونها، والتي تضر بالمواطن بالدرجة الأولى، إضافة إلى الفوضى الكبيرة الناتجة عن ازدحام المارة، إلى جانب السلوكات اللاحضارية المنجرة عن هذه الأسواق، يقول أحدهم ل «المساء». نقاط البيع العشوائي للأضاحي يؤثر على تجسيد المخطط كما لاحظنا خلال جولتنا الاستطلاعية لمختلف الأحياء بالعاصمة، مدى تأثير مواقع البيع العشوائي لأضاحي العيد المبارك على تطبيق مخطط «التطهير»، حيث جعلت هذه المناسبة الدينية المواطن يخلط أوراق أعوان النظافة الذين شرعوا في تطبيق مخطط «تطهير العاصمة»، وأكد عمال النظافة الذين التقيناهم بالصدفة ببلديتي جسر قسنطينة وبني مسوس، أن تصرفات المواطن تؤثر بدرجة كبيرة على مجرى عملهم، فبعد إزالة الأسواق الفوضوية ظهرت أسواق فوضوية من نوع آخر تبيع الماشية، لحسن الحظ أنها مؤقتة، ونفس الانطباع لمسناه عند المواطن الذي أكد أن نقاط بيع الأضاحي شوهت صورة العاصمة من جديد، وأضحت صورة بيع الأعلاف والأغنام مألوفة نراها كل سنة في الأحياء، لاسيما منها الأحياء الشعبية، واعتبر آخر أن هذه الظاهرة التي تتكرر كل سنة لابد من القضاء عليها للحفاظ على المحيط جميلا، خصوصا بعد تطبيق مخطط تطهير أحياء العاصمة، وشاطره آخر في الرأي قائلا؛ إن السلطات المحلية لابد لها أن تضع تعليمة رسمية لمنع بيع الأضاحي في الساحات العمومية والشوارع، وتخصيص مواقع بيع معينة حرصا على نظافة الأحياء. وحدات «ناتكوم» بالعاصمة تضع المواطن تحت المجهر أكدت وحدات مؤسسة جمع النفايات المنزلية بالعاصمة ‘'ناتكوم'' بكل من دالي ابرهيم، بئر مراد رايس وحسين داي ل «المساء»، أن مخطط تطهير العاصمة ينجح في حالة التعاون المشترك مع المواطن الذي يعتبر المسؤول الأول على نظافة المحيط من عدمه، ولابد أن يحترم أوقات إخراج النفايات وعدم وضع القمامة في أي مكان لكي يسهل الأعوان العمل من دون صعوبات، خصوصا بعدما وفرت السلطات المحلية كل التجهيزات الضرورية للقضاء على النقاط السوداء، عن طريق تخصيص الحاويات وسلات المهملات، مع القضاء على الأسواق الفوضوية، وأوضح مسؤولو هذه الوحدات أن طهارة المحيط لها علاقة مباشرة بوعي المواطن. استطلاع: نسيمة زيداني / تصوير : ياسين. أ