قدمت المطربة السورية لميس خوري في سهرة ليلة الأربعاء بقسنطينة إلى جانب الفرقة الموسيقية "الفن والأدب" من مدينة الورود البليدة للجمهور الذي حضر فعاليات الليلة الرابعة للمهرجان الدولي السادس للمالوف، سهرة نادرة قل ما تتكرر من المتعة والغبطة الكبيرتين حسب المتتبعين. (وأ) وقد امتزج الصوت الشجي للميس خوري مع العزف الموسيقي المتقن والمؤثر لفرقة مدينة البليدة ليجعل من الليلة الرابعة للمهرجان بالمسرح الجهوي لقسنطينة من أنجح وأجمل السهرات برأي عدد كبير من عشاق هذا الطابع الموسيقي. واستهلت المطربة ذات الطلة الجميلة وصلتها الغنائية بكوكتيل من الموشحات "جادك الغيث" و«يا غصن الناقى" وهي مقطوعات مستمدة من العصر الذهبي للأغنية الأندلسية قبل أن تتبعها بسلسلة من "قدود" وهو نوع موسيقي مأخوذ من التراث الموسيقي السوري المنتشر بالخصوص بمدينة حلب مسقط رأس المطربة. وقد أعادت المطربة أيضا أداء أغنيتين للراحلة أم كلثوم تحت تصفيقات الجمهور الذي تجاوب معها كثيرا. وصرحت لميس خوري في الكواليس أن الحضور فاجأها "كثيرا" قائلة "لقد تفاجأت كثيرا لحسن إصغاء الجمهور الذي يحسن تذوق الموسيقى النقية والأصيلة". وتؤكد لميس خوري أستاذة موسيقى أن المحافظة على الموروث الموسيقي "يمر بالضرورة عبر تدريب وإشراك الأجيال الشابة من أجل ضمان الاستمرارية" . وبالنسبة لهذه الفنانة فإن الفنان وبالخصوص المطرب يمكن أن يجعل من إحساسه الحقيقي والصادق المستلهم من محيطه وسيلة "لترجمة الموروث الموسيقي ولكن لا يمكن لأي أحد أن يغير أو يعدل تركيب الموسيقى الأندلسية". ومن جانبها، لم تخيب الفرقة الموسيقية "فن وأدب" لمدينة البليدة الحضور وكانت في الموعد بحق خلال تنشيطها الجزء الثاني من السهرة وهي التي حازت على الجائزة الثانية للمهرجان الوطني للمالوف الذي نظم جويلية المنصرم وتتألف من 16 موسيقيا كانوا يرتدون زيا تقليديا أدى أربعة منهم سلسلة من نوبات "سيكا" قبل أن يتلوها بثلاثة مصدر "زارني والليل جنى" و«قم ترى" واثنين درج "اتق الله يا معذب قلبي" و«حسبك الله" وهو ما أثار إعجاب الجمهور وصفق لها كثيرا.