البليديون يبدعون في الصنعة وتواتي يرد بالمالوف تابع جمهور كبير أول أمس بقصر الثقافة مالك حداد وقائع السهرة السادسة للمهرجان الثقافي الوطني للمالوف بقسنطينة، وكان الحاج محمد الطاهر فرقاني نجم الحفل عندما اعتلى الركح ليقدم لنجله عدلان فرقاني الذي ينشط ضمن جمعية الفن والأدب للبلدية هدية عبارة عن آلة العود تحت تصفيقات القاعة في لوحة رمزية فهم الحضور معانيها التي تعني "من السلف إلى الخلف". السهرة ما قبل الأخيرة شدت أنظار الجمهور الذي توافد بأعداد كبيرة لتتبع براعم جمعية "الفن والأدب" التي جاءت من مدينة الورود البليدة حاملة معها إرث فني عمره أكثر من نصف قرن أينع على يد الشيخ محيي الدين محمد عميد "الصنعة" التي التقت وجها لوجه مع المالوف القسنطيني من خلال جمعية القسنطينية للتراث الموسيقي وفرقة الفنان توفيق تواتي، حيث لم يترك المجال للإستراحة رغم ما تحمله السهرة من تنويعات موسيقية في بحور الشعر الأندلسي على طبوع الصنعة والمالوف.استهلت جمعية الفن والأدب عرضها بنوبة الماية بإشراف ديل تبعته بمصدر ياليالي السرور، ثم بطابعي ياساقي وأسقى، ودرج نور الصباح، وقد أبدع براعم هذه الجمعية في تقديم مقطوعات من الصنعة التي سهر على بعثها مؤسس الجمعية الذي تخرج على يده نحو 900 فنان وموسيقي على مدار 63 سنة حسبما أدلت به السيدة هجيرة محيي الدين التي ذكرت بأن الجمعية التي أسسها حماها تحولت إلى مدرسة عريقة في البليدة.الجزء الثاني من السهرة كان مع جمعية القسنطينة للتراث الموسيقي من قسنطينة وهي حديثة العهد حسبما أشار إليه مؤسسها رابح خطاط، وتعتبر هذه السهرة ثاني مشاركة لها بعد افتتاحها لمهرجان الحوزي بالبلدية مطلع هذه السنة، وقد اختارت في برنامجها مقطعين من توشيه الزيدان ونوبة الرمل الكبير استهلته بمصدر شمس العشية لصغار، ومصدر ثاني على شحوب العشية، تبعته بدرج "هل رأيت شمس الأصيل" ثم بطابعي أول يا سمش الغروب ليست الشحوب، وبطابعي ثاني اعلاش تغيبي يا شمس العشية مهلا.وقد أبدع عناصر هذه الجمعية في تقديم إيقاعات من فن المالوف، وكان الجمهور الساهر يطالب بالمزيد من الوصلات الموسيقية التي أطربت القاعة حيث كشفت عن مخزون كبير من خلال الأصوات التي تداولت على المقاطع الغنائية.ختام السهرة كان مع المطرب توفيق تواتي ضيف الشرف الذي أمتع بفرقته القاعة بوصلات من نوبة السيكا، هذا الفنان اعتبر حضورا لكم الهائل من المطربين الذين يمثلون المدارس الثلاثة للأغنية الأندلسية فرصة سانحة للمواهب لترقية هذا التراث والعمل على إخراجه من التقليدية إلى الإبداع والإبتكار، وأشار بأن مضاعفة عدد المهرجانات من شأنه أن يساعد الفنانين في الإحتكاك والتبادل. يبدي محبو المالوف اهتمامهم بعروض المهرجان الذي تتابعه لجنة تحكيم مكونة من فنانين لتحديد الفائزين في المسابقة التي سيعلن عن نتائجها في ختام هذه التظاهرة غدا الإثنين.