دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة المكلفة بمكافحة الجراد إلى مساعدة دول الساحل بخصوص المبيدات الحشرية لضمان عدم تنقل أسراب الجراد إلى جنوب الوطن خلال فصل الربيع المقبل، مشددا على ضرورة توقيع عقود مع شركة طاسيلي للطيران لتوفير الطائرات بغرض المراقبة الجوية والتدخل. بالمقابل، طمأن الوزير اللجنة بإمكانية تخصيص غلاف مالي إضافي ب 6 ملايير دج في حال تم تسجيل غزو للجراد، علما أن الوزارة تخصص سنويا مبلغ 7 ملايير دج لتوفير المبيدات الحشرية وتغطية تكاليف تكوين الأعوان وتوفير كل الوسائل المادية والبشرية في إطار الوقاية والتدخل. وبمناسبة عقد الجمعية الرابعة للجنة المشتركة المكلفة بمكافحة الجراد، أمس، أكد الوزير أن عمليات المراقبة التي شرع فيها منذ ستة أشهر حول حركة الجراد بدول الساحل أكدت أن الظروف المناخية الملائمة ساهمت في تكاثر الجراد، خاصة بالنيجر، موريتانيا، التشاد ومالي، وبالنسبة للجزائر فإن التوقعات بالنسبة لشهري نوفمبر وديمسبر تؤكد أنه لا يمكن تسجيل غزو للجراد، ليبقى الاحتمال قائما بالنسبة لفصل الربيع المقبل، وعليه تم تكثيف دوريات المراقبة بولايات كل من تمنراست، إيليزي، ورقلة وأدرار ليرتفع عدد الفرق إلى 10 مع تجهيز مديريات الفلاحة بكل الوسائل المادية من شاحنات ومخزون إضافي من المبيدات الحشرية لتكون الفرق جاهزة في حال تم إعلان دخول أولي لأسراب الجراد. ونظرا لوضعية انتشار الجراد بدول الساحل أمر وزير القطاع اللجنة بتقديم المساعدات التقنية وإرسال كميات إضافية من المبيدات إلى كل من التشاد، مالي والنيجر لمكافحة الجراد في مواقع تكاثره، في حين طالب أعضاء اللجنة بتسريع عملية إبرام عقود شراكة مع شركة طاسيلي للطيران بغرض تخصيص ثلاث طائرات للوحدة الجوية المخصصة للقطاع الفلاحي، مع تحديد مواعيد إقلاع طائرات المراقبة ابتداء من الأسبوع المقبل. ومن بين النصائح التي وجهها ممثل الحكومة إلى ممثلة الوكالة الوطنية للفضاء ضرورة استعمال الأقمار الصناعية لمتابعة الوضع بعدد من دول الساحل لتسريع عمليات الوقاية و المكافحة قبل وصول أسراب الجراد إلى الحدود الجنوبية، مع إشراك كل من مربي الإبل والبدو الرحل في عملية المتابعة عبر اللجان الجهوية المنظمة بالولايات المعنية بمخطط مكافحة الجراد. وبمناسبة اللقاء، استمع الوزير إلى عرض مفصل حول عملية المعالجة التي تتم بدول الساحل، حيث تم التركيز على نقاط الضعف والتي تخص صعوبة تغطية كل المناطق المتعلقة بتكاثر الجراد، خاصة في مالي بسبب الظروف الأمنية والتشاد التي تعاني نقصا في مجال المبيدات الحشرية، مما وسع من رقعة المساحات التي تضررت من غزو الجراد، لذلك قررت الجزائر إرسال 50 ألف لتر من المبيدات إلى كل من التشاد، مالي والنيجر، علما أن النيجر خصصت 7 فرق للتدخل ساهمت في علاج 743 هكتارا، كما خصصت موريتانيا -من جهتها- 11 فريقا للتدخل وعالجت 2130 هكتار، في حين خصصت الجزائر 10 فرق للمراقبة و10 وحدات للتدخل على أن يرتفع عددها في ديسمبر المقبل إلى 20 فرقة بعد دمج ولايات كل من بشار وتندوف في مخطط التدخل، خاصة بعد اكتشاف انتشار الجراد المتفرق على مستوى منطقة رقان بولاية أدرار وبرج حواس بولاية إيليزي نظرا للظروف المناخية المواتية لتكاثره، وعليه فقد تم تجنيد 223 شاحنة لنقل المبيدات. وعلى هامش اللقاء، وعد الوزير اللجنة بتخصيص غلاف مالي إضافي ب 6 ملايير دج في حال تم تسجيل انتشار أسراب الجراد بالولايات الجنوبية على أن توسع اللجنة عمليات التدخل والمراقبة الجوية للولايات الداخلية والشمالية.