أكد سفير الجزائر بتونس، السيد عبد القادر حجار، على الأهمية القصوى التي تكتسيها عملية التفاوض المغاربي الجماعي الموحد بشأن مسألة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وخلال الحفل الذي أقيم بمقر السفارة الجزائرية بتونس - بمناسبة الذكرى ال58 لاندلاع الثورة التحريرية - ابرز الدبلوماسي الجزائري أهمية دخول بلدان المغرب العربي في عمليات التفاوض مع الاتحاد الأوروبي -بخصوص مسائل الشراكة- على أساس مجموعة موحدة “عوض تفاوض كل دولة مغاربية بمفردها”. واعتبر أن التفاوض المغاربي الموحد من أجل الشراكة مع أوروبا سيشكل قوة لا يستهان بها، موضحا بأن أوروبا تمكنت من جمع شمل 27 دولة لتتحدث بصوت واحد. وحضر الحفل رئيس الحكومة التونسية السيد حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي السيد مصطفى بن جعفر إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة التونسية وممثلي أحزاب الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة التونسية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بتونس. وفي معرض حديثه عن التضامن المغاربي مع نضالات الشعب الجزائري إبان الكفاح المسلح ذكر بامتزاج دماء الشعوب المغاربية، معتبرا أن “وحدة الدم هي اكبر من وحدة المصالح”. وأبرز أن البلدان المغاربية احتضنت المجاهدين الجزائريين على أراضيها وقدمت لهم كل أشكال الدعم فشكلت بذلك قواعد وملاجئ آمنة لجيش التحرير الوطني. وذكر السيد عبد القادر حجار بأن طليعة من أبناء الجزائر -لا يتجاوز عددهم 22 مناضلا- قرروا خوض الكفاح المسلح ضد العدو الفرنسي المحتل وحددوا الساعة الصفر من غرة نوفمبر 1954 لاندلاع الشرارة الأولى للثورة من اجل استرجاع السيادة الوطنية ودحر الاستعمار الفرنسي الغاشم إلى غير رجعة. وبين أن الشعب الجزائري قدم النفس والنفيس من أجل تحقيق النصر واستعادة استقلال البلاد وعزتها حيث سقط في ميدان الشرف مليون ونصف مليون شهيد فيما بلغ عدد المجاهدين الأسرى 600 ألف أسير. وبخصوص العلاقات الجزائرية - التونسية اعتبر السيد عبد القادر حجار أنها تتميز بالانسجام والتفاهم على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، مشددا على ضرورة مواصلة السعي من أجل تجسيد تطلعات الشعوب المغاربية المتمثلة في استكمال بناء صرح المغرب العربي الكبير لخدمة أهداف النهضة الشاملة.