شدد سفير الجزائر بتونس، عبد القادر حجار، على الأهمية القصوى التي تكتسيها عملية التفاوض المغاربي الجماعي الموحد بشأن مسالة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واعتبر أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تمنح التفاوض المغاربي مع أوروبا قوة لا يستهان بها، مذكرا بمناسبة احتفال السفارة بذكرى اندلاع الثورة بالتضامن المغاربي مع كفاح الشعب الجزائر. أثار سفير الجزائر بتونس، خلال احتفال أقيم بمقر السفارة الجزائرية بتونس بمناسبة الذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية، ملف وحدة دول المغرب العربي وضرورة تكتلها من أجل بلوغ هدف شراكة ناجعة وفعالة مع الاتحاد الأوروبي تضمن مصالح الدول المغاربية، وقال عبد القادر حجار »إن دخول بلدان المغرب العربي في عمليات التفاوض مع الاتحاد الأوروبي على أساس مجموعة موحدة بخصوص مسائل الشراكة عوض تفاوض كل دولة مغاربية بمفردها يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للدول المغاربية المطالبة في ظل المعطيات الإقليمية والدولية الراهنة بحماية مصالحها الاقتصادية«.مشددا على ضرورة مواصلة السعي من أجل تجسيد تطلعات الشعوب المغاربية المتمثلة في استكمال بناء صرح المغرب العربي الكبير لخدمة أهداف النهضة الشاملة. واعتبر حجار في كلمته خلال الحفل الذي حضره كل من رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر وأعضاء الحكومة التونسية وممثلي أحزاب الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة التونسية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد، أن التفاوض المغاربي الموحدة من أجل شراكة تحمي مصالح المغاربية بات يشكل أهمية »قصوى« من منطلق أن» التفاوض المغاربي الموحد من أجل الشراكة مع أوروبا سيشكل قوة لا يستهان بها بالنسبة للمغرب العربي«، موضحا بأن أوروبا تمكنت من جمع شمل 27 دولة لتتحدث بصوت واحد. وتطرق حجار بمناسبة الذكرى 58 لاندلاع الثورة إلى التضامن المغاربي مع نضالات الشعب الجزائري إبان الكفاح المسلح ذكر بامتزاج دماء الشعوب المغاربية، معتبرا أن »وحدة الدم هي أكبر من وحدة المصالح«، وقال حجار ضمن هذا السياق إن»البلدان المغاربية احتضنت المجاهدين الجزائريين على أراضيها وقدمت لهم كل إشكال الدعم فشكلت بذلك قواعد وملاجئ آمنة لجيش التحرير الوطني«. وذكر بأن طليعة من أبناء الجزائر - لا يتجاوز عددهم 22 مناضلا - قرروا خوض الكفاح المسلح ضد العدو الفرنسي المحتل وحددوا الساعة الصفر من غرة نوفمبر 1954 لاندلاع الشرارة الأولى للثورة من أجل استرجاع السيادة الوطنية ودحر الاستعمار الفرنسي الغاشم إلى غير رجعة. وتحدث سفير الجزائر بتونس عن التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع كامل التراب الوطني، مبينا »أن الشعب الجزائري قدم النفس والنفيس من أجل تحقيق النصر واستعادة استقلال البلاد وعزتها، حيث سقط في ميدان الشرف مليون ونصف مليون شهيد فيما بلغ عدد المجاهدين الأسرى 600 ألف أسير«. وختم حجار كلمته بالتأكيد على متانة العلاقات بين الجزائر وتونس، مشيرا إلى ما تتميز به من انسجام وتفاهم على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.