قبل أزيد من شهر، تم إغلاق المقر الرئيسي للبريد المركزي بولاية وهران من أجل الشروع في تهيئة البناية التي يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري، ومن ثم إعادة تأهيلها وترميمها وفق الظروف العصرية. وبقدر ما كانت فرحة العاملين بهذا الصرح والمعلم التاريخي كبيرة، كانت حيرة المواطنين أكبر بسبب عدم الشروع لحد الآن في عمليات الترميم، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على توفير الخدمة العمومية. يذكر بالمناسبة، أن قرار إعادة تأهيل وترميم المقر المركزي للبريد بوهران، اتخذه وزير البريد وتكنولوجيا الاتصالات السيد موسى بن حمادي خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى ولاية وهران، حيث اطلع على الظروف السيئة التي يؤدي فيها أعوان بريد الجزائر عملهم، الأمر الذي جعله يقرر في الحين ضرورة غلق هذا المقر، مع إيجاد البدائل والشروع فورا في عمليات ترميمه، الشيء الذي أربك العديد من المسؤولين الذين لم يتجاوبوا حينها مع القرار، إلا أن المتابعة التي كان يقوم بها والي الولاية، السيد عبد المالك بوضياف، بالتنسيق مع وزير القطاع، مكنت خلال أقل من سنة من تجسيد عملية الترميم التي خصصت لها الوزارة الوصية غلافا ماليا يعادل 40 مليار سنتيم، بما فيها الدراسة التقنية التي قام بها مكتب دراسات جزائري، غير أن التأخر كان سببه التريث إلى غاية التوصل لاتفاق مع واحدة من المؤسسات التي تستجيب إلى شروط العمل المفروضة عليها من طرف مكتب الدراسات. وموازاة مع ذلك، تم الشروع في تحويل العديد من المصالح الإدارية إلى مقرات أخرى بصفة مؤقتة، كما تم تحويل الأعوان إلى مكاتب بريدية أخرى، وفق الرغبات والاحتياجات التي أبداها قابضو المكاتب المستضيفة التي تم تحويل الأعوان إليها، ولذلك، فإن التدعيم الذي عرفته مختلف المكاتب البريدية الستة، مكنت من فك الخناق عليها، خاصة وأنها تعمل بالتناوب من الثامنة صباحا إلى غاية السادسة مساء، باستثناء يوم الجمعة. وحسب السيد سالم الحبيب، مدير البريد وتكنولوجيا الاتصالات في تصريح ل«المساء”، فإن هذا التأخر لا علاقة له أصلا بالمؤسسة المنجزة لعملية الترميمات المنتظرة، وإنما يعود إلى ضرورة إخلاء البناية من كل العتاد والآليات الموجودة بها، وذلك ليس بالأمر الهين، كون الكثير من العتاد يتطلب تكنولوجيا معينة لتحويله، بداية بعدم التأثير على الزبائن المرتبطين هاتفيا و«أنترنتيا” بالأجهزة التكنولوجية الموجودة بالمقر السفلي للبريد المركزي، وهو ما يتطلب، إذن، الشروع في تحويل كافة التقنيات المتعلقة بالخطوط الهاتفية إلى مراكز مختصة تابعة لمؤسسة اتصالات الجزائر، ومن ثم، الشروع في تفريغ البناية، وهذا أمر يتطلب وقتا معينا ومهارة وتكنولوجية متطورة لدى الأعوان والمهندسين العاملين بمؤسستي “اتصالات الجزائر” و«بريد الجزائر”، وما يتطلبه من تنسيق بين الطرفين. من جهة أخرى، أكد السيد سالم الحبيب أنه بعد تنفيذ كل هذه العمليات بالدقة المطلوبة دون تأثر الزبون، تكون المؤسسة المكلفة بعملية الترميم في أتم استعداد للقيام بعملها، خاصة أن عمليات الترميم في حد ذاتها معقدة للغاية ودقيقة، يقوم بها أناس متخصصون وتتطلب الكثير من المهارات، لأن العملية ليست عبارة عن هدم، ثم بناء، بقدر ما هي تجديد البناية وفق المعايير الحقيقية، ومثلما كانت في السابق، علما بأن مدة الإنجاز تعادل 18 شهرا، ابتداء من الشروع في العملية.