يقدم قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال بولاية وهران خدمات كثيرة ومتنوعة فاقت المعدل الوطني في بعض البلديات التي تضم كثافة سكانية عالية، وبالرغم من إيجابيات القطاع إلا أن السلبيات اللا إرادية باتت تعكر صفوه، وتقلق المواطنين ما جعل مكاتب البريد الموزعة على تراب عاصمة الغرب الجزائري تشكل هاجسا لدى الزبائن، من جرّاء الضغط الكبير الذي تعرفه هذه الفضاءات وهو ما نتج عنه نقص في السيولة في الكثير من الأحيان والتي لها أسبابها بالإضافة الى ضيق مساحات هذه المراكز البريدية. وما تجدر الإشارة اليه أن ولاية وهران تحتضن 108 مكاتب بريدية وهو ما يعادل 449 شباكا من بينها 275 شباكا يعمل بصفة منتظمة وعادية، أما 174 شباكا المتبقية فهي مجمّدة نظرا للنقص الكبير الذي يشهده القطاع في اليد العاملة، أمّا عن الموزعات الآلية فتضم وهران 26 موزعا آليا، وهو الرقم الذي يعتبر قليلا مقارنة بمساحة الولاية وكثافة سكانها ونفس الأمر بالنسبة للمكاتب والشبابيك، إذ من المفترض أن يتوفر مكتب بريد واحد لكلّ منطقة تتراوح كثافتها السكانية مابين 12 ألف و13 ألف ساكن، لكن يبدو أنّ هذا المعدل الوطني غير معمول به بوهران، بحيث تقدر الكثافة السكانية لبلدية وهران 674273 وضع لخدمتها 30 مكتبا بريديا ما يساوي 22420 من التغطية البريدية، فيما تحتضن بلدية بئر الجير 6 مراكز ل 156769 نسمة. * 275 شباك لكل الولاية!؟ بينما تبلغ التغطية البريدية 26128 ويتواجد ببلدية السانية 6 مكاتب بريدية ل 96266 ساكن ما يساوي 16044 من التغطية البريدية. أما بلدية الكرمة فتحتوي على مركز بريدي واحد ل 24291 ساكن ما يعادل 24291 من التغطية البريدية، وتضمّ بلدية سيدي الشحمي 4 مكاتب ل 107786 ساكن، ما يساوي 26947 من التغطية البريدية وتتوفّر بلدية عين الترك على مركزين إثنين لعدد من السّكان يقدر ب 34764 فيما تشمل التغطية البريدية 17382 وتجمع بلدية مرسى الحجاج 3 مراكز بريدي لعدد من السكان يقدر ب 12880 نسمة بتغطية تصل إلى 4293، كما تحتضن بلدية بطيوة هي الأخرى 3 مراكز بريدية ل 17889 نسمة بتغطية بريدية تعادل 5963، ونفس الأمر بالنسبة لبلدية عين البية التي تضم 3 مكاتب بريدية تغطي 10671 من احتياجات 32014 ساكن وتتوفر بلدية العنصر على مكتب واحد ل 11113 ساكن بتغطية تقدر ب 11113، أما عن بلدية بوسفر فتحتضن 5 هياكل ل 17592 ساكن بتغطية تقدّر ب 3518 و3 فضاءات بريدية لبلدية المرسى الكبير التي تضم 17597 ساكن بتغطية تقدر ب 5866، فيما تحتضن بلدية بوفاطيس مكتبين إثنين ل 11690 ساكن بتغطية تصل إلى 5845، وتضم بلدية سيدي بن يبقى مكتب بريدي واحد ل 7638 ساكن بتغطية تبلغ 7638 وبالتالي فهذه الأرقام تترجم في طياتها الضغط الكبير الذّي تعرفه المراكز البريدية التّي تعتبر قليلة جدا، وفي ذات السياق أبرز مدير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال لولاية وهران السيد حبيب سالم، أنّه وبغية تخفيف الضغط وتحسين الخدمات، إستفادت الولاية في إطار المخطط التنموي للبلديات من 11 مركزا بريديا، أغلبها في طور الإنجاز وسيتم تسليمها خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية 2011، منها مكتبين ببلدية وهران، وإثنين آخرين ببئر الجير، فضلا عن مركز بريدي واحد بالسّانيا وآخر بطافراوي، أما البقية فقد تمّ تسجيلها خلال السنة الجارية وإنطلقت الأشغال بها في نفس العام من بينها مكتبين إضافيين لبلدية وهران، مركز بريدي واحد بعين الكرمة وآخر بسيدي غالم، زيادة على مكتب آخر بوادي تليلات، هذا عن البرنامج التنموي للبلديات، وبهدف تخفيف الضغط كذلك صرّح محدثنا أن مؤسسة بريد الجزائر ستقوم هي الأخرى بتشييد 3 هياكل بريدية بكلّ من عين الترك، أرزيو والكرمة، علما أن تكاليف بناء وتجهيز مكتب بريدي واحد تقدر ب 40 مليون دينار جزائري. أما عن الموزعات الآلية فستستفيد الولاية من حوالي 20 موزعا آليا، من بين 220 موزعا آليا التي سيتم توزيعها على كلّ المدن الجزائرية. * أرقام تترجم الواقع وعن النشاطات المسجلة خلال السّنة الفارطة 2010، فأفاد بشأنها السيد حبيب سالم أنّها ضخمة جدا، فالبرغم من العراقيل الموجودة إلا أن الخدمات المقدمة فاقت الإعتبار، فقد تمّ فتح هذه السنة 100827 حساب بريدي جاري، فيما تم فتح 1313 حساب خاص بالتوفير والإحتياط أما عن الأموال التّي أودعت بغية التوفير والإحتياط فقدرها مصدرنا ب 173.283.277.44 سنتيم، وبلغت الأموال المسلّمة للزبائن خلال السنة الفارطة 86.716.177.947.40 سنتيم ووصلت مبالغ الحوالة السريعة 88.901.761.291.70 سنتيم. وتم تسجيل 404019 عملية سحب بالموزعات الآلية بمجموع مالي قدره 3.846.333.200.00 سنتيم أما عن الأموال التي تم تحويلها إلى مكاتب البريد المتواجدة بالولايات الأخرى فقد بلغت ب 3.174.980.755.05 سنتيم وتم دفع مبلغ 164.174.465.77 لتغطية مستحقات المعاشات الفرنسية كما تمّ تجديد 40.887 بطاقة ( CIB) المابين بنكية، ومن جهة أخرى تمّ توزيع 25.057 بطاقة من هذا النّوع، فيما تّمّ القيام ب 33299 عملية تحويل للأموال خارج أرض الوطن (إينيون واسترن Union Western وقدرت الأموال المستخدمة في ذات العملية 4.762.566.444.63 سنتيم، وبلغت العمليات المسجلة خلال 2010 والخاصة بفئة البطالين 222159 عملية وهو ما يعادل 874.676.525.00 سنتيم من الأموال. علما أن مراكز البريد تتعامل مع كلّ القطاعات العمومية بما فيها مستخدميها كالضمان الإجتماعي، البلدية، قطاع الصحة، الأمن، قطاع التربية، التعليم العالي إلى غير ذلك من الميادين التي لها علاقة مباشرة مع المواطن وهو الأمر الذي يساهم في الضغط، بحيث يتقاضى عمال أغلب هذه القطاعات أجرهم خلال أسبوع واحد بالرغم من مطالبة مؤسسة بريد الجزائر بضرورة التباعد في فترات سحب الأموال، لكن لا حياة لمن تنادي. وبالتالي وإلى غاية هذه الأسطر يبقى مشكل الإكتظاظ هو المسيطر على الوضع ليضاف إليه عائق آخر يتمثل في نقص السيولة المالية، هذه العبارة التي تداولت كثيرا في الأشهر القليلة الماضية وأسالت الكثير من الحبر، وفي ذات الشأن أفاد مدير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال السيد حبيب سالم، بأنّه لا يوجد نقص في السيولة المالية بل بالعكس - حسبه - كون البنك المركزي يموّل المؤسسات البريدية بكلّ الكميات المطلوبة من الأموال، لكن السبب وراء ذلك يعود إلى نقص وسائل النقل إذ تعتمد مؤسسة بريد الجزائربوهران على شاحنة واحدة لنقل الأموال عبر كلّ المراكز 108 الموزعة على الولاية وهذا بصفة يومية، وبالتالي ونتيجة حركة المرور المختنقة التي تعرفها الولاية، فإنّه يحدث تأخر في الوقت الذي تنفذ فيه الأموال إذ تكون شاحنة الأموال في طريقها الى المركز الذي يحتاج الى أموال، وهنا يطلق على هذه الظاهرة تأخر في تسليم الأموال وفقط. * أسباب لا إرادية.. وبالإضافة إلى مشكل الإكتظاظ وتأخر تسليم الأموال، فضلا عن نقص وسائل النقل هناك مشكل إنقطاع شبكة الإتصال من حين لآخر الأمر الذي يخلق تذمرا وإستياء وسط المواطنين المنتظرين في الكثير من الأحيان ضمن طوابير طويلة. وفي ذات الصدد أبرز المسؤول الأوّل عن القطاع بأن هذا الإنقطاع خارج عن نطاق مؤسسة بريد الجزائر، كونها مجرد زبون فقط عند مؤسسة إتصالات الجزائر، موضحا بأنه وبمجرد تسجيل إنقطاع في الشبكة يتم الإتصال مباشرة بإتصالات الجزائر لتصلحه في الحين. ومن جهته مدير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال بوهران حصر العوائق التي تقف كحجر العثرة أمام خدمات القطاع في أوّلا سوء الإستقبال من طرف الأعوان وهو الأمر الذي يتسبب - حسبه - في الفوضى كون المواطن يجد نفسه في دوامة مغلقة نتيجة غياب التوجيه والتعامل الحسن من طرف عمال مكاتب البريد الموزعة على مستوى الولاية، كما طرح محدثنا مشكلا آخر يتمثل في النقص الكبير الذي تعرفه مؤسسة بريد الجزائر فيما يخص سعاة البريد والذين لا يفوق عددهم 120 ساع، علما أن من بينهم 20 ساع أحيلوا على التقاعد، وبالتالي تبقى الولاية بحاجة ملّحة إلى 20 ساع بريد إضافي لتغطية العجز، وفي ذات الشأن يعاني سعاة البريد كثيرا من غياب الأرقام والتسميات بالأحياء الجديدة، لاسيما منها تلك المتمركزة شرق الولاية، إذ يضطر هذ العون إلى البحث طوال النهار عن الإسم المراد البحث عن صاحبه، وهو ما يعطل مصالحه وكذا مصالح الآخرين. وما تجدر الإشارة إليه أنه وبغية تنظيم القطاع وتحسين الخدمات قرّر وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال لدى زيارته الأخيرة التي قادته إلى ولاية وهران في تاريخ التاسع فيفري الجاري بإتخاذ مجموعة من الإجراءات والمتمثلة في ضرورة تقريب الإدارة من المواطن وهذا بالإسراع في إستئجارالهياكل الشاغرة التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري وإستغلالها كمكاتب بريد، فضلا عن الأمر بفتح نقاط بريدية بكلّ من المستشفى الجامعي بن زرجب ناهيك عن مكتب بريدي بالمؤسسة الإستشفائية أوّل نوفمبر الكائنة بإيسطو بالإضافة الى الأحياء الجامعية الموزعة عبر الولاية. كما طالب وزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والإتصال بضرورة توسيع مكتب بريد ابن سينا، هذا الأخير الذي تمّ تدشينه مؤخرا، زيادة على بناء مسكن وظيفي بمحاذاة هذا الهيكل، علما أن هذه العملية خصص لها غلافا ماليا تقدر قيمته ب 900 مليون دينار جزائري، على أن تنطلق الأشغال الأسبوع المقبل، كما أمر بضرورة إستخدام الأنترنيت لجعل المواطنين يقومون بتسجيل طلب لفتح حسابات جارية بواسطة خدمة الواب، ويطلب من المواطن لدى تقرّبه من مكاتب البريد بغية فتح حسابات جارية، رقم هاتفه الخاص، للإتصال به في حالة توفير له المبتغي. * إجراءات واعدة... من جهته طالب الوزير بإجبارية استخدام القطار الرابط بشاروهران لنقل الطرود البريدية، زيادة على طلب تهيئة البريد المركزي بصورة استعجالية والزامية الإسراع في الإعلان عن المناقصة في الجرائد المحلّية والوطنية، فضلا عن ترميم مقر البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال، ناهيك عن إجراء آخر يسهل عمل أعوان الشبابيك والمتمثل في تزويدهم بأجهزة متطورة لحساب الأموال، بالإضافة إلى تدعيم المناطق النائية بالولاية ببريد متنقل، فيما أمر الوزير كذلك بإجبارية إعادة تهيئة مركز بريد صايم محمد (سان شارك سابقا)، وذلك للغش المسجل في الأشغال بعين المكان، وفي ذات الشأن طالب والي الولاية السيد عبد المالك بوضياف من القائمين على القطاع بوضع إسم المقاولة التي قامت بالأشغال في الخانة السوداء، وذلك حتّى لا تستفيد من أي مشروع لاحقا. ومن جهته مدير القطاع السيد حبيب سالم راسل المديرية العامة بغية الموافقة على تمديد ساعات عمل 7 مكاتب بريدية وجعلها تداوم عملها مثل القباضة الرئيسية أي من الثامنة صباحا إلى غاية السادسة والنصف مساء، وتتمثل هذه المكاتب في مركز البريد المجاهد الكائن بشارع العربي بن مهيدي، ومكتب حوحة محمد، فضلا عن مركز بريد صايم محمد، مركز بريد إمام الهواري، ومكتب حي الفتح، فضلا عن المقرّي وحي البدر، إذ ستبقى تعمل هذه الفضاءات بدون توقف الى غاية السادسة والنصف مساء. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أنّ وزير القطاع السيد موسى بن حمادي أمر مؤخرا خلال زيارته لولاية وهران بترسيم كلّ مستخدمي القطاع الناشطين في إطار برنامج جهاز دعم إدماج حاملي الشهادات (DAIP) وهذا من أجل تحسين الخدمات. وعن أسباب تأخر الصكوك البريدية خلال الأشهر الفارطة، صرّح محدثنا بأنّها تعود للعطب الذّي أصاب آلة طبع الصكوك البريدية منذ حوالي سنة تقريبا، فضلا عن تحديث الأجهزة بالمديرية المركزية بالعاصمة، وبالتالي فالصكوك الخاصة بولاية وهران تطبع حاليا بالعاصمة في إنتظار إصلاح الآلة الخاصة بالولاية، علما أن الضغط عرف انخفاضا محسوسا كذلك على الباهية من خلال فتح 7 مراكز بريد جهوية، تساهم هي الأخرى في طبع الصكوك البريدية وهو الأمر الذي إنعكس إيجابا على مواطني الولاية، واستفادوا من صكوكهم البريدية. وللإشارة كذلك أن كل الأكشاك الموزعة على مستوى مراكز البريد تعمل بنظام جديد وموحد، ومتابع من طرف الوزارة المعنية. وبالتالي يبقى هذا هو حال قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال بوهران، الذي عانى كثيرا في السنوات الأخيرة، وبات نقطة سوداء لكلّ المواطنين، لكن يبقى الأمل في الإجرءات الأخيرة المتخذة من طرف الوزير، وكذا الإدارة الجديدة منشودا.. فالمرجو فقط الإسراع في تجسيد هذه الإجراءات على أرض الواقع وفقط، كما يبقى الأمل في الإعتماد على التكنولوجيات المتنوعة هو الآخر مطلوبا.