عرضت امس اللجنة التوجيهية لدراسة “بريث” برئاسة الاستاذ سليم نافطي المختص في الأمراض الصدرية نتائج الدراسة الاستدلالية الاولى عن مرض السدة الرئوية المزمن التي تمت في 11 بلدا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنها الجزائر،وجاءت النتيجة ان 13 مليون شخص مصاب بهذا المرض المزمن بالمنطقة،في الوقت الدي تشير التقديرات ان نسبة الافراد المعرضين للاصابة به تفوق 30 % . وتشير ارقام الدراسة المتخصصة التي اشرفت عليها مخابر جلاسكو سميت كلاين وتمت ما بين 2010 و2011 ان 3.7% من السكان يعانون من السدة الرئوية المزمنة خاصة لدى الشريحة العمرية 40 سنة فما فوق،وترجع اسباب المرض اساسا الى التدخين وعوامل اخرى مثل التلوث والتعرض لمخاطر حرق الوقود الحيوي. ودعا المختص سليم نافطي امس بمناسبة احياء اليوم العالمي لمرض السدة الرئوية المزمنة المصادف ل19 نوفمبر،السلطات الصحية الى تسطير برنامج وطني خاص بمكافحة هذا المرض الذي وصفه بالمعيق والاخطر من السرطان نفسه بسبب تطوره السريع،مشيرا الى ان نقاط هذا البرنامج ترتكز اساسا على تكوين الاطباء في تشخيص المرض والتكفل به،لافتا الى ضرورة نجهيز العيادات الطبية باجهزة قياس التنفس التي تعتبر مهمة في التشخيص الصحيح لهذا المرض الذي تنحصر اعراضه في السعال والبزق المستمر لدى المدخنين كونه يرتبط بشكل مباشر باشكال التدخين كالسجائر والشيشة. كما اعتبر الدكتور نافطي ان انشاء مراكز فطام لمتابعة التكفل بمرضى السدة الرئوية المزمنة محورا اخر لتوجيه المرضى الى كيفية التعايش الصحيح مع مرضهم،فيما تبقى الوقاية اهم عامل محوري لفرملة الاصابة بهذا المرض الثقيل. من جهة اخرى يظهر تدخل مصالح الضمان الاجتماعي للتكفل بالسدة الرئوية المزمنة بصفته مرضا مزمنا من بين النقاط الاساسية،والى جانبه التكفل بتعويض ادويته وايضا تعويض سعر جهاز التنفس بالاوكسجين وحتى صيانته،وحث المختص في معرض حديثه على اهمية التربية الوقائية التي تظهر اهميتها في التاسيس لطب وقائي يحمي المجتمع عامة من الامراض الثقيلة والمعيقة وحتى تجنب المصاريف الثقيلة كذلك للتكفل بها،وفي السياق يشير المختص الى ان التكفل بمريض مصاب بالسدة الرئوية المزمنة يكلف الخزينة العمومية ما بين 50 و60 الف دينار. وجدير بالاشارة ان دراسة “بريث” تعتبر الدراسة الاستدلالية الاقيليمة الاولى المرتكزة على مرض السدة الرئوية المزمنة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وقد جرت في 11 بلدا ومنها الجزائر،وشارك فيها اكثر من 60 الف شخص بهدف تقدير درجة تفشي اعراض هذا المرض بين عامة الشعب. والسدة الرئوية المزمنة هو عبارة عن مرض الالتهاب المزمن بالشعب الهوائية وانتفاخ الرئة،وتسبب السدة الرئوية ضيقا في ممرات الهواء الى الرئة مما يعيق تحرك الهواء من والى الرئة.