وصف سفير فلسطينبالجزائر السيد حسين عبد الخالق موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية ب«الموقف المبدئي والثابت في السياسة الجزائرية"، وقال إنه أحيانا يخجل من الحديث عن هذا الموقف "لأنه فوق كل التحليلات والتقديرات"، مذكرا بوقوف الجزائر مع كل الشعوب المحبة للسلام ومع القضايا العادلة في العالم. ولدى استضافته، أمس، بمنتدى يومية "المجاهد" للحديث عن العدوان الغاشم على غزة، رد السفير الفلسطيني على مجمل التساؤلات حول مستجدات الوضع في ظل الاعتداء الاسرائيلي المتواصل على القطاع. وقال السيد حسين عبد الخالق إن "هناك بوادر انتفاضة جديدة" في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، معبرا عن اقتناعه بأن الانشقاقات بين الفصائل "ورغم أنها مشروعة" قد تم تخطيها "بدون أدنى شك" من قبل الشعب وكذا القيادة، والدليل هو تشكيل هيئة عمل وطنية تمثل كل الفصائل لقيادة العمل الجماهيري الشعبي. وأكد المسؤول الفلسطيني أن "الانشقاق تم تخطيه على أرض الواقع، وهناك عمل موحد لمواجهة الاحتلال الذي لايفرق هو في عدوانه بين فصيل وآخر". وعن موقف الدول العربية وما ينتظره الفلسطينيون وهم يعيشون هذا العدوان المتجدد على غزة، رد بأنه لايستطيع إنكار وجود دعم واحتضان عربيين للقضية الفلسطينية، "حتى وإن كانت جهات تقدم أكثر من جهات أخرى". وعبر عن اقتناعه بأن "حجم المؤامرة كبير" وهو مايجعل الفلسطينيين يتطلعون إلى مزيد من الدعم العربي المادي والمعنوي والسياسي لاسترجاع حقوقهم المسلوبة. ولذا تمنى أن تكون أوضاع الدول العربية في أحسن حال للمساهمة في دعم القضية أكثر. وذكر بترحيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكل الزيارات العربية لغزة التي قال إنها ترفع معنويات الشعب الفلسطيني الصامد، مضيفا بأن الحكومة الفلسطينية كانت جادة في الدفع بإمكانية زيارة وفد للجامعة العربية إلى غزة. ورفض الرأي القائل بأن هناك تراجعا في دور الدول الخليجية، معتبرا أن "هناك جهدا عربيا شاملا في إطار الجامعة العربية". وردا عن سؤال حول الحديث عن إلغاء اتفاقية كامب دافيد بين مصر وإسرائيل في ظل حكم الاسلاميين، رفض السفير الخوض في هذا الأمر من باب مبدأ "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان"، وقال إن الأهم هو أن يكون هناك عمل عربي مشترك منظم من أجل القدرة على فرض الشروط العربية على الساحة الدولية. وطالب بإعادة النظر في معاهدة السلام العربية. ولم يستبعد أن يكون الغرض من العدوان الاسرائيلي هو امتحان الحكومات الجديدة التي انبثقت عن الثورات العربية في المنطقة ولاسيما مصر بعد صعود الإخوان إلى الحكم -كما ذهبت إليه تحاليل سياسية- مشيرا إلى أن إسرائيل تبحث من خلال المفاوضات مع مصر عن "ضمانات" من الرئيس المصري محمد مرسي. وبخصوص إعلان الهدنة، أكد على "وجود توجه لقبول مبدأ وقف إطلاق النار"، مضيفا "في أي لحظة ممكن أن نسمع عن اتفاق"، لكنه تحدث عن وجود اختلافات بين الطرفين بخصوص تفاصيل الهدنة، موضحا بأن إسرائيل تطرح شروطا تعجيزية منها الحديث عن هدنة لمدة 15 سنة، وحق المطاردة الساخنة أي اختراق الحدود لمطاردة المقاومة، وضمان عدم وصول الأسلحة لغزة وعدم القيام بأي عمل دفاعي من جانب الفلسطينيين. ولدى تطرقه إلى الموقف الأمريكي، لم يتردد في القول بأن السلطة الفلسطينية "لاتريد أن تعادي أحدا باستثناء إسرائيل"، مؤكدا وجود رغبة في تكوين علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، "لكن ليس كل ما نتمناه يحدث" كما أضاف، معتبرا أن التعويل على الضغوط الأمريكية على إسرائيل أصبح من الماضي،لان موقف الأمريكيين داعم ومساند لإسرائيل باختلاف الحكومات، وهم "غطاء دائم" لمنع مجلس الأمن من أداء مهامه. واعتبر أن نفس الأمر ينطبق على الحكومات الإسرائيلية التي لم يعد بينها أي اختلاف تجاه القضية الفلسطينية، وقال إن التطرف تطور كثيرا في إسرائيل والدليل أن 91 من الاسرائيليين أيدوا العدوان على غزة هذه المرة.