أدى قدم حظيرة ألعاب حديقة الوئام ببن عكنون إلى نفور العديد من العائلات التي تفضل اليوم ارتياد حظائر أخرى جديدة للتسلية على مستوى العاصمة بدل "المجازفة" - حسب شهادات البعض- واستعمال مرافق الترفيه والتسلية القديمة التي تضمها حديقة الوئام. حديقة الوئام ببن عكنون التي تعد من أكبر الحدائق على مستوى العاصمة كانت تستقطب سنويا ما لا يقل عن مليوني زائر، لكن ومع إنشاء مرافق جديدة للترفيه والتسلية على مستوى العاصمة، على غرار حديقة الأحلام بالصنوبر البحري ببلدية المحمدية، يبدو أن عدد الزوار قد تقلص اليوم خصوصا أمام تدهور تجهيزاتها وحظيرة ألعابها، حيث أن حديقة الوئام لم تشهد عملية تجديد منذ 26 سنة، إذ أن إنشاءها يعود إلى سنة 1982 حسبما أوضحه مسؤولون بالحديقة، مما حرم العديد من العائلات من التمتع بألعابها بسبب قدمها، خصوصا وأن عدداً كبيراً من الزوار يفضلون اليوم ارتياد مرافق أخرى تضم تجهيزات جديدة و"آمنة" كما تؤكده العائلات التي التقينا بها في حديقة الأحلام، والتي تلح على ضرورة إعادة الاعتبار لهذه المرافق التي تبقى متنفسا للمواطنين خصوصا خلال فصل الصيف الذي نحن على أبوابه، وذلك في وقت رفعت فيه اتهامات ضد بعض مسيري حظائر التسلية بوضع ألعاب قديمة غير مطابقة لمقاييس الأمن اللازمة، كما هو الشأن بالنسبة لحظيرة الألعاب "المغرب" بسطيف التي لقيت امرأة مصرعها فيها نهاية الأسبوع الماضي حينما سقطت من لعبة "الأخطبوط" حسبما نقلته وسائل الإعلام، ولم يتمكن الأعوان المكلفون بالمراقبة والتسيير من توقيف اللعبة إلا بعد استكمال الدورة الميكانيكية، الشيء الذي أدى إلى وفاتها بالرغم من التدخل السريع لمصالح الحماية المدنية، مما جعل المواطنين، وبالخصوص مرتادي حظائر الألعاب، يطرحون تساؤلات كثيرة حول صلاحية هذه المرافق التي تبقى في رأي العديد منهم قديمة وغير آمنة، علما بأن مصالح الأمني الوطني فتحت تحقيقا حول الحادثة في انتظار الكشف عن نتائج التحريات. وتخضع اليوم حديقة الوئام إلى عملية صيانة دورية تشرف عليها مؤسسة مختصة في صيانة التجهيزات، وبالرغم من أن مسؤولي الحديقة يؤكدون بأن حظيرة الألعاب لا تزال صالحة للاستعمال بحكم خبرة عمال الصيانة الذين يقومون دوريا بتجريبها ومراقبتها قبل دخول الزوار، إلا أن هذه الصيانة الدورية قد لا تكفي لضمان أمن وسلامة العائلات التي تقصدها ولا تطمئن الزوار الذين يبدي العديد منهم تخوفهم إزاء الوضعية المتدهورة التي آلت إليها التجهيزات، حتى أن استعمالها أضحى اليوم مغامرة حقيقية بتأكيد العائلات المعتادة على قصد مرافق الحديقة، التي تتساءل عن تأخر تجديد مثل هذه المرافق العمومية الهامة، خصوصاً عندما نعلم أنه تم منذ أزيد من سنة توقيف بعض الألعاب بعدما أصبحت غير صالحة للاستعمال، مثلما هو الشأن بالنسبة للعبة الأيقونة أو لعبة العربات المتزحلقة على سكة على شكل رقم ثمانية، حيث قررت إدارة الحديقة توقيفها بعد أن لقيت امرأة حتفها فيها منذ ثلاث سنوات. وتبقى إمكانيات حديقة الوئام غير كافية لتجديد حظيرة الألعاب القديمة، حيث أن المشروع يتطلب أموالا باهظة كما يؤكده مسؤولو الحديقة، مشيرين إلى تخصيص غلاف مالي لتهيئة مساحات جديدة مخصصة للعب ومقاعد للاسترخاء، وكذا تجديد الإنارة وتجهيز كاميرات للمراقبة.