سلطات العاصمة تبحث عن رفع نسبة المساحات الخضراء في الولاية الحامة، بارادو، بحيرة الرغاية، سفينجة وحديقة تونس أحدث ما تم إعادة صيانته شرعت سلطات ولاية الجزائر العاصمة مؤخرا، في تجسيد السياسة التي تبناها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ 4 سنوات، والمتعلقة بإعادة الاعتبار للحدائق الواقعة ببلديات الولاية، بعدما غزا الإسمنت آلاف الهكتارات من الأراضي والفضاءات الخضراء، وصار المواطن العاصمي همه الوحيد هو البحث عن رقعة ولو صغيرة من الاخضرار. وتم في الفترة الأخيرة فتح حديقة التجارب ب ''الحامة'' وحديقة ''بارادو'' بحيدرة و''بحيرة الرغاية'' سنة ,2005 وغابة ''باينام'' سنة ,2006 وكذا حديقة ''سفينجة'' بالجزائر الوسطى، وحديقة ''تونس'' بالأبيار، ومن المنتظر أن يتم إعادة الاعتبار في المستقبل القريب لحدائق أخرى كحديقة ''البريسدو'' في بوروبة، وحديقة ''بوليو'' في وادي السمار وحديقة ''بن عمار'' في القبة، إلى جانب فضاءات أخرى في نواحي متفرقة من الولاية، بهدف الوصول إلى النسبة المعمول بها عالميا، وهي نسبة 12 بالمائة في وقت لم تتعد نسبتها في الجزائر 7 بالمائة، حسب تصريحات والي ولاية الجزائر عدو محمد الكبير. تجسيدا لسياسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الهادفة إلى ترقية المساحات الخضراء وتوفير المرافق الترفيهية لسكان العاصمة، الذين غالبا ما يشكون من نقص هذه الفضاءات بعد التوسع العمراني وغزو الإسمنت لآلاف الهكتارات، قامت مصالح ولاية الجزائر بالتنسيق مع الجهات الناشطة في هذا الميدان، بإعادة الاعتبار للكثير من الحدائق وأماكن الترفيه والتسلية عبر إقليم الولاية، خصوصا وأن سكان بلديات العاصمة يناشدون أكثر من مرة والي الولاية بضرورة تخصيص فضاءات واسعة للراحة والتسلية. ونحن بدورنا كوسيلة إعلامية غايتنا إظهار الحقائق ''الحوار''، عمدنا إلى تسليط الضوء على هذه السياسة، التي تجسدت من خلال فتح الكثير من الحدائق والغابات ك ''الحامة''، ''بارادو''، ''بحيرة الرغاية''، وغابة ''باينام'' وحديقة ''سفينجة'' بالجزائر الوسطى، وحديقة ''تونس'' بالأبيار على غرار حديقة ''بن عكنون''، وهو ما يجعلنا نقول إنه بإمكان العاصميين قضاء صيف هذه السنة ,2009 دون ضغوطات نفسية أو مادية، في ظل تواجد هذا الكم المعتبر من أماكن الترفيه والتسلية بالولاية. 30 عون أمن لحراسة ''بارادو'' مع تسخير 3 آلاف كتاب وعدة مرافق خرجتنا الميدانية الأولى قادتنا إلى حديقة ''بارادو'' بحيدرة الواقعة بأعالي الولاية، أين استقبلنا عون الأمن عبد الكريم رفقة زميله في المهنة، هؤلاء أكدوا أن إعادة الاعتبار للحديقة سيمكنها من جلب الكثير من الزوار بعد سنوات من الإهمال، حيث كانت غابة خاوية على عروشها يصعب على أي كان المرور بجانبها لاسيما الفتيات، لما كان يحدث هناك من سلوكات سلبية طائشة منافية للأخلاق ولعادات المجتمع، غير أنه اليوم وبعد مدة ليست ببعيدة استطاعت بلدية حيدرة استرجاع هذه الغابة الخلابة، وحولتها إلى فضاء طبيعي جذاب، بعدما تم إضفاء عليها نوع من الجمالية الطبيعية، والمتمثلة في أنواع مختلفة من الحيوانات كالطيور والأحصنة، التي لها طابع تزييني إلى جانب غرس عدة فصائل من النباتات والأشجار التزيينية وتسخير عدة مرافق ترفيهية وتثقيفية بها أهمها ''ميدياتيك'' التي تضم ما يناهز 3 آلاف كتاب متنوع باللغة العربية والفرنسية، تتحدث أغلب عناوينها عن الطبيعة والبيئة والحيوانات، إلى جانب توفير مسرح للهواء الطلق، ومسلك للرياضة مطعم وحواسيب وتلفزيون بهدف متابعة أشرطة وثائقية وكل ما له صلة بالمحيط الأخضر والحيوانات، بالإضافة إلى تنصيب مدرسة لتعليم وترشيد الثقافة الطبيعية والبيئية للأطفال، كما تم تجنيد مصالح البلدية ل 30 عون أمن لحراسة 10 هكتارات من مساحة الحديقة، هذه الأخيرة التي وصلت تكلفة تهيئتها الإجمالية 51 مليون دينار، 5 ملايير سنتيم من ميزانية بلدية حيدرة حسب ما صرح به كريم بنور الناطق الأول باسم المجلس الشعبي البلدي. الجدير بالذكر أنه تم تدشين هذه الحديقة نهاية الأسبوع المنصرم، من قبل والي ولاية الجزائر العاصمة السيد محمد الكبير عدو، رفقة أعضاء من المجلس الولائي ورئيس المجلس الشعبي البلدي لحيدرة، وأعضاء من الدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، بعدما تمت تهيئتها بالتنسيق مع مؤسسة '' أوديفال'' ومصالح مؤسسة التطهير لولاية الجزائر ''آسروت'' إلى جانب مؤسسات خاصة أشرفت على أشغال التنظيف والتطهير وغرس النباتات زيادة على أشغال تزفيت وتهيئة الطرق المؤدية إلى الحديقة. فضاء مفتوح للعائلات 400 زائر يوميا بحديقة ''الحامة'' وجهتنا الموالية كانت باتجاه حديقة التجارب ''الحامة'' الواقعة ببلكور، هذه الأخيرة تستحوذ على أكثر من 3000 نوع نباتي، وعلى عدد معتبر من الحيوانات المائية والبرمائية والبرية، وعلى أشجار التين وجوز البقان والنخيل التي غطت بضلالها جزءا كبيرا من المساحات، وعلى منشآت قاعدية كمدرسة البستنة، ومدرسة التربية وعيادة بيطرية ومربعات لزراعة الأزهار التجريبية، والمشاتل والبيوت البلاستيكية والحصى المكسيكية، كما تتوفر على حوض كبير تعيش فيه نباتات وأنواع من الحيوانات المائية. هذه المدخرات، جعلت من الحديقة القبلة المفضلة للكثير من العائلات العاصمية وغير العاصمية، فبعد 10 سنوات من الغلق استطاعت هذه الحديقة أن تفتح أبوابها من جديد في وجه الزائرين بحلة جديدة ومتميزة، يوم السبت 2 من شهر ماي الفارط تحت الإشراف الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مكنتها من جلب واستقطاب مئات الزوار يوميا إليها، ما دفع إدارة الحديقة إلى تسطير، برنامج جديد يصنف الزائرين على فئات، ويحدد مواقيت ومواعيد زيارة كل فئة، حيث أكد السيد عبد الرزاق زرياط مدير الحديقة، أن هذه الأخيرة تشهد يوميا استقبالا مكثفا للزائرين من مختلف الفئات والطبقات يفوق ال 400 زائر، ما دفعهم إلى تقسيم الزائرين على ثلاث فئات، الفئة الأولى تتمثل في الجمهور الواسع والعائلات، والفئة الثانية للباحثين والجامعيين والمختصين، والفئة الأخرى للتلاميذ، حيث لكل فئة موعد وتوقيت خاص بها، فعلى سبيل المثال يوم الجمعة مخصص لاستقبال فئة الباحثين والجامعيين والمختصين في ميدان البيئة، ويوم الاثنين ابتداء من الساعة الواحدة زوالا مخصص لاستقبال التلاميذ وأطفال الدور ''دور اليتامى، رياض الأطفال''، وذلك من أجل تخفيف الضغط على الحديقة والحفاظ على نبتاتها، حسب تصريحات مدير الحديقة، وحتى يتسنى للأعوان للقيام بمهامهم على أكمل وجه المراقبة وتوفير الأمن. الجدير بالذكر أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أشرف يوم السبت 02 من شهر ماي الفارط، على عملية التدشين لحديقة التجارب بالحامة، حيث تجول في مختلف ممرات هذه الأخيرة. للإشارة أصبحت الحديقة تحت وصاية ولاية الجزائر بموجب المرسوم التنفيذي رقم 06 - 350 المؤرخ في 5 أكتوبر 2006 بصفة مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، حيث تم تأسيس حديقة التجارب سنة ,1832 لكن تصميماتها القائمة حاليا من إعداد المهندس الفرنسي رينييه سنة .1929 بهدف تجديد السلالة الحيوانية بها حديقة ''بن عكنون'' تستفيد من 62 نوعا من الحيوانات في ذات السياق استلمت مؤخرا إدارة حديقة الحيوانات والتسلية ''الوئام المدني'' ببن عكنون، 62 نوعا من الحيوانات الإفريقية الأسيوية، وهذا بغية تزويد هذه الأخيرة بأصناف عديدة من الحيوانات البرية وكذا المائية التي تسمح بتجديد عدد الحيوانات الموجودة على مستواها من جهة، وحتى يتمكن المتوافدون عليها من الاستمتاع برؤية هذه الحيوانات أثناء زيارتهم لها من جهة أخرى. كما أفاد صالح محمدي المدير العام لحديقة الحيوانات والتسلية، أن هذه الحيوانات تم نقلها من باريس نحو الجزائر بمساهمة الجيش الشعبي الوطني الذي ضمن عملية النقل على متن طائرات عسكرية، وقد تضمنت المجموعة 08 قردة من نوع '' ماكاك '' ، 03 قردة ''ماندري''، 04 قردة أمريكية و2 شامبانزي، 03 كنغر وذئبين رماديين و5 سلاحف، وقد تم استلام الحيوانات المذكورة سالفا رفقة أنواع أخرى من الحيوانات البرية من حديقة ''بالميربوردو'' المتواجدة بفرنسا، وذلك من أجل الحفاظ على سلالة الحيوانات بهذه لحديقة التي تستقطب يوميا مئات الزوار. الجدير بالذكر أنه في إطار السياسة التي تبناها رئيس الجمهورية منذ 4 سنوات الرامية إلى فتح الحدائق والغابات والمحافظة على المساحات الخضراء بعاصمة الإسمنت، تم إعادة فتح الكثير من الحدائق والهياكل الترفيهية المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة، كحديقة ''الحامة'' وبحيرة الرغاية سنة 2005 وغابة ''باينام'' سنة ,2006 حيث تم تزويدها بأصناف مختلفة من الحيوانات بالإضافة إلى تجهيزها بالخدمات الضرورية كالإنارة العمومية والهياكل الترفيهية.