تعد حديقة الوئام ببن عكنون من أكبر الحدائق على مستوى العاصمة والتي تستقطب سنويا ما لا يقل عن مليوني زائر في ظل النقص الفادح بالعاصمة لمرافق الترفيه والتسلية، إلا أن هذه الحديقة التي يتجاوز عمرها 25 سنة أخذت تتدهور وضعيتها بسبب قدم حظيرة ألعابها والتي حرمت العديد من العائلات من التمتع بها وعدم المغامرة بأرواحها في الوقت الذي تعد فيه ملاذ نسبة كبيرة من العائلات الجزائرية. وأكد مسيرو الحديقة للشروق اليومي أنهم راسلوا عدة مرات وزارة الفلاحة من أجل تجديد الحظيرة. كشفت المكلفة بالإعلام بحديقة الوئام قدم صلاحية حظيرة الألعاب والتي لم تجدد منذ إنشائها سنة 1982، إلا أنها تخضع لعملية الصيانة اليومية من قبل أشخاص مؤهلين وتقنيين، تحت إشراف مؤسسة "فغيتال" مختصة في صيانة التجهيزات، أما فيما يتعلق بمشروع تجديد حظيرة اللعب القديمة جدا والتي يقدر عددها ب20 لعبة، تقول ذات المتحدثة "يتطلب ذلك إمكانات مالية ضخمة، والمؤسسة لوحدها لا يمكنها القيام بذلك، كما قمنا بمراسلة وزارة الفلاحة التي هي على علم بوضعية الألعاب"، حيث أكدت قدمها على أنها تبقى صالحة للاستعمال بحكم خبرة عمال الصيانة الذين يقومون بمراقبتها وتجريبها يوميا قبل دخول الزوار، تحت إشراف ومراقبة الدورية كذلك لمؤسسة "فيريتال" المختصة في المراقبة التقنية للتجهيزات، غير أن هذا لا يكفي لطمأنة الزوار الذين أبدوا تخوفهم عند استعمال إحدى الألعاب نظرا للوضعية المتدهورة التي آلت إليها، وهذا ما أكده العاملون بالحديقة "الألعاب لم تعد صالحة ونتمنى لو يتم تجديدها، فاستعمالها يعتبر بمثابة المغامرة بالنفس" على حد تعبير مجموعة من الشباب إلتقيناهم بالحديقة، رغم "أن وضعها لا يطمئن، إلا أن جو اللعب والمرح مع الأصدقاء ينسينا ذلك"، وما زاد من تخوف البعض توقيف أحد الألعاب مؤخرا، كونها أصبحت غير صالحة للاستعمال. وقد تم تجديد "العجلة الكبيرة" مؤخرا، غير أنه تم تجديدها منذ حوالي سنة -حسب المسؤول على اللعبة -. ومن بين مشاريع سنة 2008 المزمع تحقيقها مستقبلا، تضيف محدثتنا "هناك مساع لاقتناء لعبتين في المستقبل في حدود ما تسمح به الإمكانات المادية للمؤسسة التي تعرف إقبال أكثر من مليوني زائر سنويا". واتهم مسؤولون بحديقة الوئام ببن عكنون بعض البلديات المجاورة للحديقة بالتقصير والتهاون فيما يخص تهيئة وترميم المناطق التابعة لها والتي تعد في الوقت ذاته المداخل الرئيسية للحديقة، إلا أنها تعرف تدهورا متقدما في ظل إهمال الجانب الجمالي لها.فإن كانت الواجهة التابعة لبلدية حيدرة من أحسن المداخل وأجملها، نظرا لأشغال التهيئة والترميم التي قامت بها البلدية، تبقى المداخل المتبقية والتي تصنف إداريا ضمن محيط كل من بلديتي بن عكنون والعاشور في حالة متدهورة في ظل الغياب التام لأشغال التهيئة والترميم.في الوقت الذي خصصت المديرية العامة للغابات مبلغا هاما قدر ب 25 مليار سنتيم هو اليوم قيد الدراسة - حسب المكلفة بالإعلام على مستوى الحديقة - خصصت لتهيئة وتأهيل حديقة الوئام ببن عكنون من خلال تهيئة مساحات خضراء جديدة مخصصة للعب الأطفال وجلوس العائلات، كما سيوجه جزء من المبلغ لإكمال وتجديد الإنارة بعد أن تجاهلتها المصالح البلدية التي تعتبر من بين المهام المنوطة بها. ومن بين المشاريع المزمع تحقيقها -تضيف محدثتنا- تعبيد وشق طرقات جديدة. على أن تزود مستقبلا بكاميرات للمراقبة وإستقدام حيوانات جديدة على غرار الدببة.