استعرضت سفيرة الجزائر للنوايا الحسنة، سليمة سواكري، بعد اعتمادها من طرف الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطور البحث العلمي كممثلة رسمية لحقوق الطفل في الجزائر، واقع الطفل الجزائري في سنة 2012، حيث تحدثت عن النقائص في الجانب التربوي، الاجتماعي، والثقافي للأطفال، ودعت بالمناسبة إلى ضرورة الاهتمام بها أكثر ببذل الكثير من المجهودات للنهوض بواقع الطفل الجزائري. في بداية حديثها عن واقع حقوق الطفل في الجزائر لدى مشاركتها بالحفل الذي أقيم مؤخرا، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفولة، قالت؛ «لا يمكن لأحد أن ينكر التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال التربية والتعليم ،إذ تم إحصاء ما يقارب 100 بالمائة من الأطفال الذين يبلغ سنهم 6 سنوات ومسجلون في المدارس، ونسبة 90 بالمائة من الأطفال المسجلين في الطور الابتدائي، أما في الجانب الصحي، تضيف، فقد عرفت نسبة الوفيات انخفاضا كبيرا لدى الأطفال دون سن الخمس سنوات، وهذا ما يعتبر من المكاسب التي تفتخر بها الجزائر في مجال العناية والاهتمام بصحة الأطفال، حيث كشفت سليمة أن الجزائر تحتل المرتبة ال 69 عالميا، فيما يخص نسبة الوفيات لدى الأطفال دون سن الخمس سنوات، هذه النسبة عرفت انخفاضا وصل معدله 36 بالمائة سنة 2010. وفيما يتعلق بسوء التغذية، جاء على لسان المتحدثة أن سوء التغذية بالجزائر لدى فئة الأطفال دون سن الخمس سنوات يعرف هو الآخر انخفاضا بنسبة تقدر 18 بالمائة. تعتبر سفيرة النوايا الحسنة أن التطورات التي حققتها الجزائر، تظل غير كافية بالنظر إلى ما يعانيه الطفل في المجتمع الجزائري، ففي مجال التعليم، أثبتت التحريات أن 15 بالمائة من الأطفال يغادرون مقاعد الدراسة قبل نهاية الطور الإبتدائي، بينما قدرت اليونيسيف نسبة الأمية لدى الأطفال دون سن 15 سنة ب 27.2 بالمائة، وفي مجال الصحة تضيف المتحدثة فان غياب سياسة التربية الصحية تقف وراء تراجع نسبة الرضاعة الطبيعية، مما يعني أن 20 ألف طفل يموتون قبل الولادة، و20 ألفا آخرين يموتون قبل بلوغهم السنة الأولى، وفقا لبعض الدراسات، مما يعني أنه لابد من إعادة النظر في السياسة الصحية للأطفال، مع تجنب الإضطرابات، خاصة حيال البرامج الخاصة بالتلقيحات. اقترحت ممثلة حقوق الأطفال بالجزائر ضرورة بذل الكثير من المجهودات، من خلال السعي إلى تطابق القوانين الوطنية مع الإتفاقية العالمية لحقوق الطفل، والعمل أيضا على وضع قانون للطفل يسلط الضوء على الأطفال ضحايا سوء المعاملة ويحميهم .هذه الفئة التي تقول المتحدثة إنه كان من الصعب تقديرها، غير أننا يمكن أن نقول؛ إنها كحد أدنى وفقا لبحث قامت به الهيئة الوطنية لترقية الصحة قدر ب50 ألف طفل بعد ارتفاع معدلات الاعتداءات الجنسية على الأطفال، هذه الأخيرة التي تحولت إلى ظاهرة خطيرة، لاسيما وأن الإحصائيات التي قدمت سنة 2010، كشفت عن 10 آلاف حالة اعتداء جنسي تقع على أطفال يعانون في صمت، لأن 80 بالمائة من هذه الاعتداءات تسجل في الوسط الأسري. من بين القضايا التي أسهبت سليمة سواكري في الحديث عنها؛ أطفال الشوارع، حيث قالت؛ «يقدر عدد أطفال الشوارع ب 20 ألف طفل يعيشون دون رعاية ودون مأوى، مما يجعلهم عرضة لبعض الظواهر الاجتماعية المتمثلة أساسا في تعاطي المخدرات، وأردفت قائلة بأن الإحصائيات المقدمة من المرصد، كشفت عن نسبة 25 بالمائة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات، و3 بالمائة منهم يتعاطونها بصفة دائمة، مما يعني ضرورة بذل المزيد من المجهودات لحماية هذه الفئة من خطر الإنحراف وحمايتهم من ولوج عالم الجريمة. من جملة النقاط التي اعتبرتها سليمة هامة في حياة الأطفال، قالت؛ أوقات الفراغ عند الأطفال الجزائريين غير مستغلة كما يجب، الأمر الذي يجعلهم عرضة لبعض الآفات الاجتماعية، ولهذا يقع على عاتق الأسر، المدرسة، دور الشباب وكذا الجماعات المحلية، العمل على استحداث بعض الحلول التي تمكّن الطفل من استغلال وقت فراغه عن طريق القيام ببعض الأنشطة المهمة، والعمل أيضا على توجيه الأطفال الأكبر سنا، خاصة إذا علمنا أن أكثر من 15 ألف طفل يمثلون سنويا أمام المحاكم لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة.