نحو إنشاء ديوان وطني للكفالة لحل مشاكل الطفولة المسعفة عيّن المرصد الوطني لحقوق الطفل الرياضية ”سليمة سواكري” ناطقة رسمية باسمه كونها سفيرة ”اليونيساف” في الجزائر، وهذا على هامش احتفال الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث باليوم العالمي لحقوق الطفل، أمس، بفندق الهيلتون، حيث قامت الهيئة بتجديد المجلس العلمي للمرصد الوطني لحقوق الطفل برئاسة السيدة فتيحة قهار، وإنشاء لجان خاصة بأهم المشاكل التي تواجه الطفولة في جزائر اليوم منها الصحة المدرسية، العنف، التحرش الجنسي ولجنة خاصة بمشاكل الطفولة المسعفة. خلال اللقاء الذي حضره مجموعة من الأساتذة والمختصين وجمعيات المجتمع المدني، قدمت سفيرة اليونيساف بالجزائر واقع حال الطفولة الجزائرية بعد خمسين سنة من الاستقلال، حيث أكدت سليمة سواكري خلال مداخلتها أنه وبالرغم من الإنجازات التي تحققت لصالح الطفولة في ”جزائر الاستقلال” لكن الأرقام التي سجلتها التحقيقات الوطنية تدعو فعلا إلى دق ناقوس الخطر والتعجيل بإيجاد إستراتيجية وطنية لتعزيز مكانة الأطفال في الجزائر والذين يشكلون حسب البروفيسور خياطي 40 بالمائة من تعداد سكان الجزائر. كشفت الأرقام التي قدمتها سليمة سواكري، أن 15 بالمائة من أطفال الجزائر يغادرون مقاعد الدراسة قبل نهاية الطور الابتدائي، كما قدرت اليونيساف نسبة الأمية لدى أطفال الجزائر من دون سن 15 تقدر ب 27 بالمائة. سواكري توقفت خلال مداخلتها عند البرنامج الوطني للتلقيح والذي قد تعرض اختلالاته حياة الأطفال للخطر. من جهة أخرى، سجّل تقرير سواكري أن 20 ألف طفل جزائري يموتون قبل بلوغهم السنة الأولى هذا دون أن تنس سفيرة اليونيساف في الجزائر، أن تتوقف عند حجم الآفات التي تهدد أطفالنا، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 50 ألف حالة في السنة لأطفال يتعرضون لسوء المعاملة، كما تم تسجيل حوالي 10 آلاف طفل ضحايا الاعتداءات الجنسية 80 في المائة منها تحدث في المحيط العائلي ”زنا المحارم” هذا زيادة على مشكلة عمالة الأطفال التي تسجل سنويا ما لا يقل عن 350 طفل سنويا خاصة العمالة الليلية للأطفال مما يجعل منهم فريسة سهلة للاستغلال الجنسي. سليمة سواكري رافعة في تدخلها لصالح تفعيل القوانين الخاصة بحماية الأطفال وإيجاد فضاءات لممارسة النشاطات الرياضية والترفيهية، خاصة وأن تقارير اليونيساف تكشف أن 2 بالمائة فقط من الأطفال المتمدرسين يمارسون النشاطات الرياضية ورسم سياسية وطنية للحد من انحراف الأطفال، 15 ألف طفل يمثلون سنويا أمام المحاكم. وقد دعت سواكري إلى إيجاد هيئة وطنية تجمع كل اهتمامها للمشاكل التي تواجه الطفولة في الجزائر تكون مهمتها متابعة تطبيق القوانين الخاصة بحماية الأطفال. اليوم الدراسي الذي ترأسه البروفسور خياطي، ركز على طرح مشكلة الأطفال مجهولي النسب حيث كشفت الأرقام التي قدمتها سواكري أن الجزائر تسجل ما بين 3 آلاف و5 آلاف حالة ولادة سنوية خارج إطار الزواج. وخلال التطرق لمشكلة الأطفال المسعفين دعا الدكتور بوخلخال مدير جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة، إلى وجوب الانفتاح على الاجتهاد لحل الإشكاليات التي تواجه هذه الفئة، حيث قال إن الإسلام جاء ليحقق العدالة ويحمي كرامة الناس مهما كانوا، وفي هذا الإطار قال بوخلخال إن الإسلام أعطى الحلول الخاصة بشريحة الأطفال المسعفين والمتمثلة في نظام الكفالة الذي يمكنه أن يوفر للطفل محيطا عائليا واجتماعيا يجعل منه فردا صالحا. وفي الإطار ذاته قال الأستاذ محمد شريف زرقيني، إن إنشاء الديوان الوطني للكفالة صار أمرا جد مطروح بحيث تكون مهمة هذه الهيئة إنشاء بطاقية وطنية لكل الأطفال المكفولين والأسر التي تقوم بكفالتهم لضمان حقوقهم وتوفير محيط ملائم لحمايتهم من الانحرافات التي تعيد إنتاج الظاهرة مثل المخدرات والدعارة ما دامت مراكز الطفولة المسعفة تضع الطفل عند بلوغه سن الثامنة عشر في الشارع.