شهدت العديد من الولايات الساحلية والوسطي، نهاية الأسبوع الفارط، تساقطا كثيفا للأمطار والثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن ألف متر، الأمر الذي أدي إلى قطع العديد من الطرقات وتسجيل عدة انهيارات أدت إلى وفاة شاب بولاية بومرداس وإصابة العشرات بجروح بعدد من الولايات، من جهتها، جندت وحدات الحماية المدنية جميع أعوانها للتدخل العاجل لضخ المياه التي تسربت إلى المنازل وترحيل سكان البنايات المهددة بالسقوط، كما حرصت مديريات الري عبر التراب الوطني على تشديد الرقابة على وضعية السدود ومتابعة نسبة امتلائها مع تحديد نظام تقني لضخ المياه لضمان عدم حدوث فيضانات. وحسب بيان لقيادة الدرك الوطني تحصلت "المساء" على نسخة منه فقد سجل خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة غلق 5 طرق وطنية وطريق ولائي واحد بأربع ولايات بسبب تساقط الثلوج وانهيار الجسور وتراكم المياه بالطرق الرئيسية مما حال دون تمكن المواطنين من التنقل بطريقة عادية، ويتعلق الأمر بكل من ولاية تيزي وزو التي سجل بها غلق الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين منطقة افرحونن وولاية البويرة، والطريق الوطني رقم 30 الرابط بين ابودرارن بمنطقة تكجدة ومنطقة تيزي نكولان بسبب تساقط كميات هائلة من الثلوج. أما بولاية سعيدة، فقد سجل غلق الطريق الوطني رقم 94 الرابط بين يوب اتلاغ على مستوى جسر الكحلة الذي انهار بسبب التساقط الكبير للأمطار، كما سجل قطع الطريق الولائي رقم 36 على مستوى منطقة سيدي بو بكر بقرية أولاد ملوك بسبب انهيار جسر عند مدخل القرية، من جهتها، شهدت ولاية سيدي بلعباس قطع الطريق الوطني رقم 07 الرابط بين منطقة مصطفي بن براهيم ومنطقة تليموني بسبب تراكم المياه عبر الطريق، وبولاية معسكر سجل غلق الطريق الوطني رقم 97 الرابط بين منطقة الشرفة وعين لادن بسبب المياه المتراكمة بالطريق. وقد تم تجنيد أعوان الدرك بالتنسيق مع السلطات المحلية لإعادة فتح الطرق المقطوعة واقتراح انحرافات للمواطنين الذين حصرتهم المياه والثلوج عبر الطرق المقطوعة، من جهتها شرعت مديريات الري في تجنيد جميع شاحناتها وعتادها لضخ المياه المتجمعة سواء عبر الطرق أو وسط التجمعات الحضرية، أما بولاية معسكر وبغرض استدراك ما سجل خلال الأسابيع الفارطة بعد تفريغ جزئي لسد بوحنيفية مما تسبب في حدوث فيضانات عارمة عبر عدد من بلديات الولاية فقد اتخذت مديرية الري جملة من التدابير الاستعجالية للتدخل بمنطقة بن شنين ببلدية المحمدية نتيجة ضخ المياه من سدي بوحنيفية وفرقوق الممتلئين بنسبة 100 بالمائة جراء الأمطار الغزيرة المتساقطة، علما أن نسبة امتلاء سدود الولاية ارتفعت إلى عتبة 150 مليون متر مكعب، واقتصرت تدخلات أعوان الحماية المدنية على إخراج المياه المتسربة داخل بعض البيوت القديمة عبر بعض البلديات دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية. أما بالولايات الوسطى، فقد سجل حسب مصالح الحماية المدنية انهيار عدد من الشرفات وتصدع المباني بسبب التهاطل المكثف للأمطار خلال ال48 ساعة الفارطة، وهو ما تسبب في وفاة شاب ببلدية ثنية بولاية بومرداس أول أمس بعد انهيار جدار أحد المباني في حين تم تقديم الإسعافات الأولية لعدد من الجرحى وترحيل سكان المباني المهددة بالسقوط. أما بولاية الجزائر العاصمة، فقد جندت مؤسسة صيانة الطرق والتطهير لولاية الجزائر "اسروت" جميع أعوانها وإمكانياتها المادية للتدخل بغرض ضخ مياه الأمطار المجمعة عبر الطرق والتجمعات السكنية في حين وضعت شركة إنتاج المياه والتطهير بالعاصمة "سيال" جميع إمكانياتها المادية من شاحنات بصهاريج ومضخات لضخ المياه المجمعة وتنظيف البالوعات ومجاري الصرف. ويذكر أن مصالح الأرصاد الجوية تتوقع تحسن الظروف المناخية ابتداء من اليوم لتعود الأمطار من جديد مع بداية الأسبوع القادم.