يحتكم الروائي واسيني الأعرج، في عمله الروائي الجديد”أصابع لوليتا”، الذي سيكون حاضراً في المكتبات العربية، مطلع شهر ماي القادم، إلى قضية الحب ونظرة المجتمع إليه، بالإضافة إلى بعض الشجون والهواجس التي تصيب الإنسان كالثقة بالنفس، الخوف، العزلة وغيرها أراد الروائي من خلال هذا العمل الذي اختار له عنوانا مبدئيا ”أصابع لوليتا”، أن يعود إلى الأدب الخالص بعد إصدارات عديدة تناول فيها قضايا تاريخية كرواية ”الأمير”، وروايته الأخيرة ”البيت الأندلسي”، وغيرها من الأعمال الروائية الأخرى. القارئ لهذا العمل، الذي لن تتجاوز صفحاته ال200 صفحة من الحجم المتوسط، سيغوص في العديد من القضايا والإشكاليات المتعلقة بمفهوم الحب، وعلاقاتنا بمن نحبهم. فموضوع الرواية يتمحور حول علاقة فتاة لم تتجاوز العشرين سنة، برجل ستيني يعيش في منفى وعزلة فرضتها عليه آراؤه السياسية التي جعلته يعيش كلاجئ سياسي في وطن غير وطنه الأم، أين يتعرف هناك على تلك الفتاة وتنشأ بينهما علاقة حب، حاولت فيها البطلة إخراجه من حالة العزلة وفقدان الأمل التي عانى منها طويلاً، قبل أن يكتشف في الأخير أن العلاقة لم تكن متعلقة بالحب. المطلع على الأدب الروسي، سيكتشف الشبه الكبير بين بطلة رواية ”أصابع لوليتا” لواسيني الأعرج، وبطلة رواية ”لوليتا” للكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف، فالعمل فلاديمير الذي أثار ضجة كبيرة أثناء صدوره يتطرق لحياة فتاة تدعى لوليتا، التي يقع هامبرت، بطل الرواية في حبها، لكنه كان حبا مستحيلاً، كون العلاقة بين هذه الشابة وهامبرت الذي يكبرها بسنوات عديدة تبدو علاقة مستحيلة، وهو ما يجعل البطل يرتبط بوالدة الفتاة حتى يبقى قريبا منها فقط. كما حولت الرواية إلى فيلم سينمائي قوبل بالرفض من قبل القانون الأمريكي. الرواية هذه تحمل كماً من المشاعر الإنسانية، وتثير العديد من الهواجس حول مفهومنا للعديد من العلاقات التي تربطنا بالآخرين، ويتوقع أن تثير رواية واسيني العديد من النقاشات حول تلك القيم، خاصة أن ”أصابع لوليتا”، ستناقش إشكالية القيمة الإنسانية للحب، وإن كان هذا الأخير يأخذ بفارق السن في مثل هذه العلاقات أم لا. يذكر أن الروائي واسيني الأعرج له العديد من المؤلفات التي صدرت باللغتين العربية والفرنسية، كما ترجمت روايته إلى عديد اللغات، كعمله الموسوم ب ”كتاب الأمير”، ”مصرع أحلام مريم الوديعة”، حارسة الظلال”، ضمير الغائب”، ورواية ”البيت الأندلسي” التي كانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية ”بوكر”، في دورتها الماضية.