أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس، عدم التنازل عن أي حق من الحقوق الفلسطينية ولا عن أي شبر من أرض فلسطين التاريخية. وقال مشعل، في خطاب ألقاه أمام أزيد من مائة ألف فلسطيني توافدوا على مدينة غزة من كل مدن القطاع الأخرى للاحتفال بالذكرى ال 25 لتأسيس حركة “حماس”، إن “فلسطين من البحر إلى النهر ومن الشمال إلى الجنوب هي أرضنا وأمتنا التي لا يمكن أن نتخلى ولو على شبر أو جزء منها... ولا يمكننا الاعتراف بشرعية الاحتلال لفلسطين ولا بإسرائيل”. وتجمهر عشرات الآلاف، أمس، بساحة الكتيبة الخضراء بقلب مدينة غزة للمشاركة في هذه الاحتفالية التي شهدت ولأول مرة حضور قادة الحركة بالمهجر وعلى رأسهم خالد مشعل، رئيس مكتبها السياسي. هذا الأخير الذي اغتنم فرصة وجوده بالقطاع ليدعو إلى ضرورة توحيد منظمة التحرير الفلسطينية في رسالة واضحة إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بأن حماس تمد يدها لحركة فتح من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية على أساس قاعدة التوافق الوطني، وقال “نحن سلطة واحدة ومرجعيتنا هي منظمة التحرير الفلسطينية التي نريد أن تكون موحدة”. وكانت حركة حماس قد فضلت الاحتفال بذكرى تأسيسها في نفس يوم ذكرى الانتفاضة الأولى في الثامن نوفمبر 1987 بكل ما يحمله ذلك من معنى لتوحيد الصف ووضع حد للانقسام الداخلي الذي أثقل كاهل الفلسطينيين. وقد تكون هذه الرسالة الأقوى من بين كل الرسائل التي حملتها زيارة مشعل للقطاع والتي جاءت أيضا لتؤكد النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، خاصة في عدوانها الأخير على قطاع غزة والذي راح ضحيته أزيد من 170 شهيدا غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء. وكان خالد مشعل قد وصل أول أمس إلى القطاع في زيارة هي الأولى له إلى هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ حوالي 37 عاما رفقة وفد هام من قادة الحركة في المهجر. وقالت حماس، في بيان أصدرته بالمناسبة، إن “جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني لن تزيدها إلا صمودا ومقاومة ولن تفلح في كسر إرادة الشعب ولن تسقط بالتقادم وسيحاكم مجرمو الحرب الصهاينة على ما اقترفوه من قتل وإجرام”. وأكدت حماس أن تحرير الأسرى في سجون الاحتلال سيبقى على رأس أولوياتها، داعية في الوقت نفسه جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتهما في حماية الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من خطر الاحتلال واتخاذ خطوات عملية لإنهاء الحصار على قطاع غزة.