"فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن شمالها إلى جنوبها هي أرض فلسطينية عربية لا تنازل عنها ولا تفريط بها، وأن فلسطين كانت وما زالت وستبقى عربية وإسلامية، وأن حماس لا تعترف بإسرائيل ولا بشرعية الاحتلال، وتحرير فلسطين كل فلسطين واجب وهدف وغاية"، و"حماس ترى أنه لا خيار لتحرير فلسطين سوى المقاومة، وأن المفاوضات السلمية على مدى 64 عاما لم تفلح في إعادة الحق لأصحابه من الشعب الفلسطيني". هذا الكلام قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي سيغادر منصبه هذه الأيام. قبل أيام قليلة كان مشعل ذاته يقول إن اللجوء إلى الأممالمتحدة ونيل صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة هو استراتيجية وطنية فلسطينية، وهو نفسه الذي يقول بأن المصالحة مع حركة فتح باتت وشيكة، ولعل حضور وفد عن فتح إلى غزة لمشاركة حماس الاحتفالات بالذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقتها دليل قوي على أن الطرفين باتا قاب قوسين أو أدنى من المصالحة، والكل يعلم الشروط التي يجب الإذعان لها للمشاركة في اللعبة الدبلوماسية في الأممالمتحدة، ولو بصفة مراقب غير عضو، والكل يعلم أيضا أن المصالحة مع فتح تعني إقرار خيار المفاوضات الذي يقول مشعل إنه لم يأت بشيء. القبول بدولة على أرض 1967 هو تنازل عن معظم فلسطين التاريخية، وتزكية سياسة السلطة الفلسطينية هو تنازل عن جزء كبير من أراضي 1967، وخالد مشعل ما كان له أن يدخل قطاع غزة لولا الموافقة الإسرائيلية التي جاءت من خلال المساعي المصرية، والذين اختاروا الولاء لجماعة الإخوان على الولاء لفسلطين لن يجدوا حرجا في السير على خطى الجماعة التي تحكم مصر اليوم ولا تنوي أن تغير طبيعة العلاقة التي تحكم القاهرة بتل أبيب من عهد السادات. حماس اختارت طريقا آخر غير المقاومة، والإصرار على القول بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة فلسطين يعكس نوايا مخيفة في احتكار المقاومة وحرمان الشعب الفلسطيني من الدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة باسم الحكمة التي تكون قد تعلمتها حماس من جماعة الإخوان.