كشف مدير براءة الاختراع بالمعهد الوطني للملكية الفكرية، السيد محمد الامين حجوطي، أن هذا الأخير يتلقى سنويا ما يفوق ألف طلب براءة، مضيفا أن 80 بالمائة منها من الأجانب فيما لا تتعدى الطلبات المودعة من طرف الجزائريين ال106 طلبات براءة اختراع. ويقدر عدد الطلبات التي يتقدم بها الأجانب بين 800 الى 900 طلب براءة يحرص من خلالها أصحابها على حماية ابتكاراتهم. وأوضح المتحدث، على هامش افتتاح الصالون الوطني للابتكار، أمس، بقصر المعارض من طرف المدير العام لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد براهيتي، أن الجنسيات الأكثر إقبالا على تقديم تسجيل براءات ابتكاراتهم بالجزائر هي من اليابان وكوريا وبعض دول أوروبا. وأكد ممثل وزارة الصناعة السيد براهيتي أن الصالون الذي مددت أيام فعالياته هذه السنة لتصبح ثلاثة أيام بدل يوم واحد في السنة الماضية، يهدف إلى عرض ما توصلت إليه الكفاءات والباحثون الجزائريون من ابتكارات في شتى المجالات فضلا عن تقييم ما توصلت إليه الجزائر في هذا المجال، مشيرا إلى أن الدولة تعمل دائما على تشجيع الابتكار. وتحادث المسؤول خلال زيارته لأجنحة الصالون مع أصحاب الابتكارات والمشاريع العلمية الابتكارية، حيث استفسر عما عرض من إنجازات خلاقة أنجزتها كفاءات جزائرية واستمع لانشغالاتهم التي وعد بأخذها بعين الاعتبار. وحث بالمناسبة على ضرورة أن يكون الابتكار قابلا للتصنيع ولم يسبق أن وجد وألا يكون بديهيا. من جهته أخرى، تأسف المدير العام للمعهد الجزائري "اينادي"، السيد عبد الحق بلمهدي، لكون المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة على حد سواء لا تخصص ولو جزءا صغيرا من ميزانياتها للبحث العلمي والابتكار مما جعل المجال يقتصر على الجامعات فقط، مشيرا إلى أن الباحث والمبتكر الجزائري يعاني من صعوبات في تمويل البحوث ما يفرض اعتماد سياسة خاصة للتكفل بالمخترعين وأصحاب المشارع الابتكارية والتي من شأنها أن تفجر الطاقات الهائلة التي يتميز بها الباحث الجزائري والكفاءات الجامعية التي تعد بالكثير في حال مدها يد المساعدة. وأكد المتحدث، في ذات السياق، أن الأبحاث والابتكارات مكلفة مما يجعل عامل نقص تمويل المشاريع في هذا المجال العائق الكبير أمام العديد من المبدعين والباحثين الشباب، خاصة إذا علمنا أن تكلفة نموذج الاختراع في آخر مراحله تتراوح بين مليون و3 ملايين دينار. ومن بين الاختراعات التي توقف عندها أمس الزوار والمسؤولون الجهاز الذي ابتكره أحد الباحثين الجزائريين الذي يسمح باكتشاف تسرب الغاز وتوقيفه وبالتالي تفادي الاختناقات وحوادث الغاز التي تسجل حالات عديدة منها في الجزائر كل سنة، بالإضافة إلى مجسم لحقل بترول اخترعه أحد الشباب وهو طالب جامعي، يتمثل في جهاز يمكن الطلاب من القيام بأعمال تطبيقية كأنهم في الجنوب بأحد حقول النفط. ويتواصل الصالون الذي يشارك فيه 75 عارضا إلى غاية يوم الاثنين حيث سيتوج بتسليم جوائز لأحسن الابتكارات تشجيعا لهم.