انطلقت، سهرة أول أمس، بقاعة العروض للمسرح الجهوي بباتنة، فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، بتقديم عرض كوريغرافي بعنوان "التحدي" لمصممه رياض بروال، إذ يروي العرض، ببصمة أمازيغية، تاريخ الجزائر عبر أهم محطاته، تزامنا مع الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية. ضم العرض الذي استمتع به الجمهور الذي غصت به قاعة العروض، عدة مشاهد لبدايات الثورة التحريرية، ثم لوحة للتحديات والرهانات الكبرى، ثم دخول شخصيات تمثل جيل الاستقلال، ومحاولة المخلصين من أبناء الوطن لمساندة الهوية الوطنية في لوحة عاكسة للأزمة الاقتصادية التي عرفتها البلاد في الثمانينات، لينتقل المشهد بعدها إلى لوحة تمثل مآسي العشرية السوداء وتصدي الشعب لها ومدى تلاحم أبناء الشعب فيما بعد بحثا عن العزة والكرامة. وأعطى إشارة انطلاق هذه الطبعة ممثل وزارة الثقافة السيد مراد شويحي، وفي كلمته بالمناسبة أبرز خصوصيات المسرح الأمازيغي، واعتماد مثل هذه المهرجانات التي تبقى فضاء للفن والإبداع للرقي بالمسرح الأمازيغي والارتقاء به للمفهوم الاحترافي ونوه بالمجهودات المبذولة لإنجاح الطبعة التي تنظم هذه السنة تحت شعار "إتقان واستمرارية" وضمن فعاليات احتفالية خمسينية الاستقلال، مضيفا أن الإبداع في قلب التحولات التي يعرفها المسرح الجزائري بما من شأنه ترسيخ أسس منظومة ثقافية راسخة أساسها الاستمرارية والرقي بالمشهد الثقافي ككل. كما تم بالمناسبة تكريم بعض الوجوه التي ساهمت في إثراء الحركة المسرحية بما فيها الناطقة بالأمازيغية، حيث تناوب على منصة التكريم كل من الكاتب المسرحي محند أيت إيغيل (مسرح بجاية)، الباحث في التراث الأمازيغي يوسف لعساكر (غرداية) والممثل المسرحي بوزيد محي الدين من مسرح باتنة الجهوي. وسيستمتع جمهور الفن الرابع على مدار عشرة أيام ب16 عرضا مسرحيا تتنافس على ثماني جوائز، تم إنتاجها من قبل جمعيات ثقافية وتعاونيات مسرحية و04 ومسارح جهوية، منها ‘'إكنكر''، ‘'أزال ن نليلي''، ‘'ثامطوث ني''، ‘'تسليث بونزار''، ‘'تنزريث نتنقلوفث''، ‘'أوذماون''، ‘'أمان ذو سان'' و''إناس''، علما أن العروض ستتبع بمناقشات بفندق شيليا بحضور نقاد مسرحين وإعلاميين. وتهدف هذه التظاهرة، حسب المكلف بالإعلام لمحافظة المهرجان السيد بلقاسم بومايلة، إلى تحسيس الجمهور بالمسرح الناطق بالأمازيغية وتشجيع التجارب والأبحاث في هذا الميدان للتأسيس لمرحلة جديدة للنهوض بالمسرح الأمازيغي، مضيفا أن المهرجان في حد ذاته يشكل ذلك المزيج الممتع لتجسيد التواصل مع الإبداع عبر فضاءات الفن الرابع. يذكر أن محافظة المهرجان هذه السنة وفي إطار الجهود المبذولة لترقيته وتطويره وكذا نشره وتوزيعه على نطاق واسع قامت باستصدار "يومية المهرجان" التي تصدر يوميا بثلاث لغات العربية، الأمازيغية والفرنسية ويشارك في تحريرها نخبة من الإعلاميين المحليين. كما ستعرف التظاهرة تنظيم ملتقى علمي، بدار الثقافة ‘'محمد العيد آل خليفة''، لمناقشة موضوع ‘'المسرح الأمازيغي.. الواقع والتطلعات''، عبر ثلاثة محاور أساسية، هي ‘'المسرح الأمازيغي بين حدود الكائن والممكن''، ‘'جماليات المسرح الأمازيغي المعاصر وخصوصياته'' و''دور المسرح الأمازيغي في الحركية الثقافية والاجتماعية. وسيكون الجمهور مع موعد، سهرة اليوم، للإستمتاع بعرض "أزال ن نليلي" للمسرح الجهوي لتيزي وزو.