حقق الائتلاف السوري المعارض نجاحا دبلوماسيا جديدا بعد اعتراف دول مجموعة "أصدقاء سوريا"، التي تضم دولا عربية وأخرى غربية، به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري. وجاء الإعلان على هذا الاعتراف خلال الاجتماع الذي عقدته مجموعة "أصدقاء سوريا"، أمس، بمدينة مراكش المغربية، حيث أكد وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، "لقد تم اليوم منح اعتراف كلي للائتلاف بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري". وكان أهم هذه الاعترافات ذلك الذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطوة ستضفي مزيدا من الشرعية الدولية على المعارضين السوريين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وكان متوقعا أن تتعرف الولاياتالمتحدة بائتلاف المعارضة السورية، أمس، خلال اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا، لكن الرئيس بارك أوباما استبق الاجتماع وقال مساء أول مساء "إن ائتلاف المعارضة السورية أصبح الآن أكثر شمولا بدرجة كافية لتمثيل الشعب السوري". وتوالت الاعترافات الدولية بائتلاف المعارض السوري، الذي أسس -مؤخرا- بالعاصمة القطرية الدوحة وضم عديد التيارات السورية المعارضة كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري تباعا انطلاقا من فرنسا وبريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي ووصولا إلى الاتحاد الأوروبي وأخيرا الولاياتالمتحدة. لكن الاعتراف الأمريكي شابه نوعا من التململ في أوساط المعارضة السورية بعد قرار كتابة الدولة الأمريكية إدراج جماعة "جبهة النصرة" السورية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة. وسارعت الإدارة الأمريكية ضمن هذا الإجراء إلى فرض أولى العقوبات على اثنين من أهم قادتها بتجميد أرصدتهما المالية بالخارج وهما العراقي ميسر الجبوري والسوري حسن خطاب. وقوبل القرار برفض من قبل المعارضة السورية بشطريها السياسي والمسلح، حيث دعا أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض، واشنطن لإعادة النظر في موقفها من جبهة النصرة، بينما أدان الجنرال عبد الجبار العقيدي، رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر المعارض بمنطقة حلب، قرار واشنطن بوضعها في قائمة المنظمات الإرهابية. وقال الخطيب خلال اجتماع مراكش إنه "يمكن أن تكون هناك اختلافات إيديولوجية وسياسية مع بعض الأطراف، لكن الثوار يتقاسمون نفس الهدف وهو الإطاحة بهذا النظام المجرم". من جانبه، قال الجنرال العقيدي "إننا نرفض هذا القرار على اعتبار أن جبهة النصرة لم تقم بأي شيء غير شرعي ضد أي بلد أجنبي يحارب حاليا إلى جانب صفوفنا". وتبدي الولاياتالمتحدةالأمريكية مخاوف متزايدة من احتمال تمكن تيار الإسلاميين من الإمساك بزمام الأمور في سوريا على غرار ما حدث في عديد بلدان الربيع العربي مثل مصر وتونس. وهو ما جعلها تبقي على إصرارها فى رفضها تسليح المعارضة السورية بمبرر إمكانية وصول هذه الأسلحة إلى أيدي الإسلاميين المتطرفين الذين تنظر إليهم واشنطن بعين الريبة والشك.