تتجه العديد من القوى العالمية إلى الاعتراف الكلي بالمعارضة السورية بعد أن اعترفت بها مساء أمس امريكا وقبلها عدد من الدول الاوروبية غير ان روسيا حذرت من عواقب هذا الاعتراف الذي يقضي على الحلول السلمية والسياسية ويشجّع الحل العسكري. اعترفت القوى العالمية المجتمعة في مراكش بائتلاف المعارضة السورية الجديد بوصفه "الممثل الشرعي للشعب السوري" ودعت الرئيس بشار الأسد الى "التنحي جانبا، حسب ما اكدته وكالة الانباء "رويترز"استنادا إلى مسودة بيان. ". وحذر البيان الذي يصدر عن 130 دولة أعضاء في مجموعة "أصدقاء سوريا" من أن استخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية او البيولوجية سيقابله "رد جدي ". واعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بائتلاف المعارضة السورية الذي تشكّل حديثا بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد،حيث أعلن أوباما عن قراره في مقابلة مع عشية اجتماع لزعماء المعارضة السورية وحلفائهم الدوليين في المغرب لكنه لم يصل إلى حد إجازة تسليح المعارضين الذين يسعون للإطاحة بالأسد . وقال أوباما "انها خطوة كبيرة." في تحرك قد يمنح المعارضة المناهضة للأسد دفعة دبلوماسية بعد نحو عامين من الصراع من جهتها أعريت روسيا عن استغرابها للقرار الأمريكي،حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولاياتالمتحدة قررت، باعترافها بالائتلاف الوطني السوري، الرهان على الانتصار العسكري للمعارضة وأضاف في مؤتمر صحفي في ختام محادثاته مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشيك، الأربعاء، أن اعتراف واشنطن بالائتلاف السوري المعارض يخالف اتفاقات جنيف. وقال لافروف "فوجئت بخبر يفيد بأن الولاياتالمتحدة اعترفت على لسان رئيسها بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. ذلك يخالف الاتفاقات التي نص عليها بيان جنيف والتي تقضي بإطلاق حوار سوري شامل بين ممثلين عن الحكومة من جهة والمعارضة من جهة أخرى". وأكد الوزير الروسي أن موسكو ستطلب من واشنطن توضيحات بشأن تصورها للوضع وخطواتها اللاحقة على خلفية هذا الإعلان. وأشار لافروف في الوقت ذاته إلى أن الجانب الأمريكي، بحسب اعتقاده، أبدى خلال المشاورات الأخيرة في جنيف تفهمه لضرورة تهيئة الظروف للحوار السوري الشامل بمشاركة الحكومة. وكانت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج قادت الطريق بالاعتراف بائتلاف المعارضة الشهر الماضي لكن واشنطن احجمت حتى الآن مطالبة جماعات المعارضة التي تعصف الانقسامات والمنافسات في صفوفها طوال معركتها لإنهاء حكم الأسد ببذل مزيد من الجهد للانضواء تحت جبهة موحدة. وقد يكون قرار رسمي من جانب اوباما إيذانا بمرحلة جديدة في جهوده لفرض عزلة على الأسد الذي تجاهل مطالب أمريكية متكررة بالتنحي عن السلطة. ولكن من غير المتوقع ان يسفر هذا القرار عن تقديم دعم عسكري أو مالي مباشر إلى الائتلاف خلال اجتماع المغرب يوم الأربعاء وذلك مرجعه جزئيا إلى ان الائتلاف يفتقر إلى القدرة على التصرف كحكومة انتقالية ولأن القوى الغربية ما زالت تشعر بالقلق من مساندة مقاتلين إسلاميين في صفوف المعارضة.