أبرز اللقاء الذي نظمه مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية ومركز الدراسات المغاربية بالجزائر، أول أمس، التزام الكاردينال دوفال إبان الثورة التحريرية بالدفاع عن القضية الجزائرية، حيث قدمت المؤرخة الأمريكية داريس فونتان من جامعة روتجرز (جنوب فلوريدا) مسار الأسقف السابق لقسنطينة ثم رئيس الأساقفة للجزائر. وذكرت المحاضرة في هذا اللقاء الذي نظم بولاية وهران، بمواقف الرجل الذي كان يستنكر التعذيب الذي كانت تمارسه القوات الاستعمارية ضد الجزائريين. وأشارت المتدخلة، إلى أنّ ليون إيتيان دوفال يعّد “أحد الفرنسيين المسيحيين الأوائل بالجزائر الذين نادوا في 1956 بتقرير مصيرالجزائر”، مضيفة أنه ظلّ “مدافعا بشدة على السلام”، وقد تم تعيينه في عام 1947 أسقفا لقسنطينة قبل أن يصبح رئيس أساقفة الجزائر خلال ثورة التحرير الوطني. ويعتبر دوفال من الشخصيات البارزة للمسيحية وقد كان له “تأثير كبير من أجل الاعتراف بحقوق الجزائريين في العدالة”، كما أشارت المحاضرة التي أضافت أنّه “لم يتوقف منذ وصوله عن تنبيه المسيحيين وجميع سكان الجزائر، بأن العدالة تعد واحدة وعالمية مع مطالبته بإنهاء الاستعمار”. وأوضحت في هذا السياق، أن هدفه الرئيسي كان يكمن في “الحفاظ على وحدة الجالية المسيحية وضمان وجود الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية”، مذكرة بأن مسيرته كانت بمثابة “حقل للألغام”. وكان الحفاظ على الوحدة المسيحية “مهمة صعبة” بالنظر إلى العقليات المسيحية السائدة آنذاك، والتي كانت تعتبر الجزائريين “فلاقة وإرهابيين” -كما أشارت المؤرخة- مؤكّدة أن الكاردينال دوفال كان يسعى بلا كلل من أجل تغيير هذه النظرة وإقناع جاليته بحق الجزائريين في العدالة الاجتماعية والسلام. وقد رفض دوفال الذي كان مناهضا للتعذيب، الدعوة من “أجل جزائر فرنسية” وهذه المواقف أكسبته لقب “محمد دوفال” في أوساطه -كما أضافت- المحاضرة، مشيرة إلى الجنرال ماسو الذي إشتكى للفاتيكان من موقف الكاردينال واصفا إياه ب«المعادي للكاثوليكية”. وخلّصت المتحدثة بالقول أنّ “مواقف الكاردينال لصالح السلام والعدالة الاجتماعية بالجزائر، سببت فقدانه ل80 بالمائة من مسيحيي فرنسابالجزائر ولكنها أكسبته في المقابل احترام أمة بأكملها”.