يرصد المخرج الفلسطيني، جهاد الشرقاوي، في عمله السينمائي “البلح المر” تاريخ فلسطين القديم والحديث إلى يومنا هذا، معتمدا على رواية أمّه كشاهدة عاشت نكبة فلسطين سنة 1948 وطردت من مدينتها يافا، وتمّ عرض فيلم “البلح المر”، أوّل أمس، بمتحف السينما لوهران في إطار المنافسة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة. الفيلم تناول في 48 دقيقة آلام التهجير وحنين العودة إلى الوطن ومرارة فراق الأهل، هموم ووجع هجرة الشعب الفلسطيني ونضاله المستميت في الدفاع عن حقّه في العودة إلى وطنه، عبر قصة أم فلسطينية تعيش في غزة وتتوق للعودة إلى يافا مدينتها التي طردت منها في نكبة فلسطين سنة1948، وقصة هجرة الديار من خلال كتاب مصوّر، وفي الوقت الذي تقع الحرب على غزة المحاصرة تحن الأم لرؤية أبنائها بشغف، وتعكف على إعداد مربى البلح لأولادها المغتربين، لكنها مازالت متشبثة بأمل العودة. وتابع الحضور مشاهد من الأرشيف الفلسطيني تناولت أشكال قمع الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتصب حقّ الفلسطينيين في الحياة في وطنهم ونهب خيرات أرضهم وتاريخهم وتراثهم وأزيائهم التقليدية، مدعيا أنّه تراث يهودي، وتتخلّل كلّ ذلك مقاطع موسيقية ثورية. المرأة العجوز (أم المخرج)، التي ترمز إلى “الوطن” كلّما يزداد شوقها إلى العودة تكشف الذكريات التي عاشتها وعزاؤها في ذلك أنّها تنكب على تحضير مربى البلح لأبنائها من نخيل اقتلعته جرافات آلة القمع الإسرائيلية. وقال جهاد الشرقاوي على هامش عرض فيلمه القصير “البلح المر” أنّ عمله كشف عن وثيقة ترومن التي لم تكن معروفة إلاّ عند عدد قليل من الباحثين ولم يتطرّقوا لها، وعن دور الأم في الفيلم، أكّد أنّها تشكّل رمزية الأرض، واسترسل بقوله “هي راوية الفيلم وأنا قدّمت بانوراما وثائقية عن تاريخ فلسطين القديم والحديث إلى يومنا هذا، تخلّلت مراحل من تاريخ فلسطين واستعراضا للحضارة الفلسطينية وثقافتها العريقة... أريد أن أوصل من خلال الصورة المعلومة حتى لمن لا يعرف أيّ لغة، فالصورة ليس فيها كذب أو زيف”. وبخصوص رمزية البلح، أوضح المخرج، أنّ البلح هو رمز الشموخ وهو حلاوة الحرية لكن هو حتى الآن مر والبلح المر هو الوطن، أمّا المرأة العجوز التي هي بالصدفة أمه، فمتعوّدة على أن ترسل لأبنائها مربى البلح كلّ موسم ولكن من حوالي 5 سنوات لم تستطع ذلك ولا تستطيع رؤيتهم فزاد مرضها، ولا يستطيع أولادها تذوق حلاوة بلح أمهم، التي تبقى حتى آخر الفيلم على أمل أن تلتقي بأبنائها من خلال فتح الحصار وإعلان المصالحة الفلسطينية وهذا الأهم وإنهاء الاحتلال من خلال العودة للوطن. من جهة أخرى، يروي الفيلم “اليد اليسرى” من المغرب معاناة الطفل عبد العالي الذي يستخدم يده اليسرى في كل تصرفاته وحركاته ليقوم والده المتزمت بتهشيمها لتكبر لديه عقدة كبيرة يحاول تجاوزها تدريجيا. مبعوثة “المساء” إلى وهران: دليلة مالك