إسرائيل تسابق الزمن للقضاء على حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم تواصل إسرائيل تنفيذ مخططاتها الاستيطانية بوتيرة متسارعة، خاصة بالقدسالشرقية، التي من المفروض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين في تحد واضح لكل المجموعة الدولية المطالبة بضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فبينما أعطت حكومة الاحتلال الضوء الأخضر لبناء 1500 وحدة استيطانية جديدة في القدسالمحتلة، شرعت لجنة التخطيط الإسرائيلية في بحث مشروعين لإنجاز 1362 وحدة استيطانية على مرحلتين ببناء 549 وحدة استيطانية أولا ثم 813 أخرى بالحي الاستيطاني "غيفات حماتوس" بالقدسالمحتلة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل من المقرر أن تصادق سلطات الاحتلال اليوم على بناء 2610 وحدة استيطانية بنفس المستوطنة سابقة الذكر وذلك عشية اجتماع للجنة التخطيط لبحث مشروع آخر لبناء 1100 وحدة استيطانية إضافية بالحي الاستيطاني "جيلو" جنوبالمدينة المقدسة. وأكدت حركة "السلام الآن" وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية مناهضة للاستيطان أن نفس اللجنة ستجتمع بداية العام القادم لبحث مشروع إنجاز حوالي ألف غرفة فندقية بمستوطنة غيفات حماتوس. ويأتي الإعلان عن هذه المشاريع الاستيطانية الضخمة رغم موجة الإدانة الدولية العارمة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يواصل تحديه لكل المجموعة الدولية بإصراره على إقامة مشاريع استيطانية بالمنطقة "ألف" الواقعة بين الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة الممنوع فيها البناء الاستيطاني. والواقع أن إقدام إسرائيل على إقامة كل هذه المشاريع الغرض منه معاقبة الفلسطينيين على حصولهم على صفة الدولة المراقب في الأممالمتحدة من خلال ابتلاع مزيد من أراضيهم التي من المفروض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية المحتلة في مسعى واضح للقضاء على حلم الفلسطينيين في إقامة هذه الدولة. وهي بذلك تريد أن تضع الفلسطينيين وكل العالم أمام الأمر الواقع وهو ما يجعل تنفيذ حل الدولتين الذي يقضي بإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية تتعايشان جنبا إلى جنب أمرا مستحيلا بعدما تكون قد غيرت من التركيبة الديمغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح العنصر اليهودي وليس الفلسطيني المسلم. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن أزيد من 340 ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون في مستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة، إضافة إلى إقامة 200 ألف آخرين في أكثر من عشرة أحياء استيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة.